نجاح القاري لصحيح البخاري

باب مناقب قرابة رسول الله

          ░12▒ (مَنَاقِبُ قَرَابَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلعم ) ويروى: <باب مناقب... إلى آخره> بزيادة لفظ: «باب»، وزاد غير أبي ذرٍّ في هذا الموضع: <ومنقبةُ فاطمةَ بنت النَّبي صلعم وقال النَّبي صلعم : ((فاطمة سيِّدة نساء أهل الجنَّة))>، وسيأتي موصولاً في باب مفرد ترجمته: «منقبة فاطمة ♦» [خ¦62/29-5643] وهو يقتضِي أن يكون ما اعتمدَه أبو ذرٍّ أولى. ثمَّ قرابة رسول الله صلعم من ينتسبُ إلى جدِّه الأقرب، وهو عبد المطَّلب ممَّن صحب النَّبي صلعم منهم أو رآه من ذكر أو أنثى، وهم: علي وأولاده الحسن والحسين ومحسن وأم كلثوم من فاطمة ♦، وجعفر وأولاده عبد الله وعون ومحمد، ويُقال: كان لجعفر بن أبي طالب ابنٌ اسمه أحمد، وعَقيل بن أبي طالب وولده مسلم بن عقيل، وحمزة بن عبد المطلب وأولاده يَعلى وعُمارة وأُمامة، والعبَّاس بن عبد المطلب وأولاده الذكور العشرة، وهم: الفضل وعبد الله وقُثْم وعبيد الله والحارث ومعبد وعبد الرحمن وكثير وعون وتمام.
          وفيه يقول لعباس:
تَمُّوا بِتَمَامٍ فَصَارُوا عَشَرَه                     يَا رَبِّ فَاجْعَلْهُم كِرَاماً بَرَرَهْ
          ويُقال: إنَّ لكلٍّ منهم رؤية، وكان له من الإناثِ أم حبيب وآمنة وصفيَّة، وأكثرهم من لبابة أم الفضل، ومعتِّب بن أبي لهب والعبَّاس بن عتبة بن أبي لهب، وكان زوج آمنة بنت العبَّاس، وعبد الله بن الزُّبير بن عبد المطلب، وأخته ضُبَاعة وكانت زوج المقداد بن الأسود، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطَّلب وابنه جعفر، ونوفل بن الحارث بن عبد المطَّلب، وابناه المغيرة والحارث، وعبد الله بن الحارث، ولعبد الله بن الحارث هذا رؤيةٌ وكان يُلقب بَبَّه _ببائين موحدتين الثانية ثقيلة_، وأُميمة وأروى وعاتكة وصفية بنات عبد المطلب: أسلمتْ صفيَّة وصحبت، وفي الباقيات خلافٌ، والله أعلم.
          ثم قوله في رواية غير أبي ذرٍّ: <ومنقبةِ فاطمة> بالجرِّ عطف / على المناقب. وقال الطِّيبي: المنقبةُ طريق منفذ في الجبال، واستعير للفعل الكريم؛ إمَّا لكونه تأثيراً له، أو لكونه منهجاً في رفعه.
          <بنت رسول الله صلعم > وفي «التوضيح»: فاطمة ♦ تكنى بأمِّ أبيها، أنكحها علياً ☺ بعد وقعة أُحدٍ، وهي بنت خمس عشرة سنة وخمسة أشهر ونصف، وكان سنُّ علي ☺ يومئذٍ إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر.
          وقوله: <وقال النَّبي صلعم : فاطمةُ سيِّدة نساء أهلِ الجنَّة> تعليق مرَّ موصولاً في آخر باب «علامات النُّبوة» [خ¦3624].