نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس

          3649- (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ) المعروف بابن المديني، قال: (أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ) هو: ابنُ عيينة (عَنْ عَمْرٍو) هو: ابنُ دينار، أنَّه قال: (سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ☻ يَقُولُ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ ☺ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلعم : يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ فَيَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ) الفِئَام _بكسر الفاء ثم تحتانية بهمزة وحكي فيه ترك الهمزة_ أي: جماعة وهو جمع لا واحد له. وقد تقدَّم ضبطه في باب «من استعان بالضُّعفاء»، من أوائل «الجهاد» [خ¦2897] (فَيُقَالُ: فِيكُمْ مَنْ صَاحَبَ رَسُولَ اللَّهِ صلعم ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ. فَيُفْتَحُ لَهُمْ. ثُمَّ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ فَيَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ، فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَاحَبَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلعم ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ. فَيُفْتَحُ لَهُمْ، ثُمَّ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ فَيَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ، فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَاحَبَ مَنْ صَاحَبَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلعم ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ. فَيُفْتَحُ لَهُمْ) وفي الحديث فضيلة الصَّحابة والتابعين وأتباع التابعين.
          وقال الحافظ العسقلاني: ويستفادُ منه بطلان قول من ادَّعى من هذه الأعصار المتأخرة الصُّحبة؛ لأنَّ الخبر تضمَّن استمرار الجهاد والبعوث إلى بلاد الكفَّار وأنهم يسألون هل فيكم أحد من الصَّحابة؟ فيقولون: لا، وكذلك في التَّابعين وأتباع التابعين، وقد وقع كلُّ ذلك فيما مضى.
          والحديث قد مضى في «كتاب الجهاد»، في باب: «من استعان بالضُّعفاء والصَّالحين في الحرب» [خ¦2897]، ومطابقته للترجمة ظاهرةٌ.