نجاح القاري لصحيح البخاري

باب إذا اختلفوا في الطريق الميتاء

          ░29▒ (بابٌ) بالتنوين (إِذَا اخْتَلَفُوا) أي: اختلف الناس (فِي الطَّرِيقِ الْمِيتَاءِ) بكسر الميم وسكون المثناة التحتية وبالمثناة الفوقية ممدودة على وزن: مفعال، من الإتيان، والميم زائدة، ويُروى مقصورة على وزن: مفعل، وقد فسَّره البخاري بقوله: (وَهْيَ الرَّحْبَةُ) أي: الواسعة (تَكُونُ بَيْنَ الطَّرِيقِ) وقيل: الرَّحبة السَّاحة، وقال أبو عَمرو الشيبانيُّ: الميتاءُ أعظمُ الطُّرق، وهي التي يكثر مرور النَّاس بها، وقيل: الطَّريق العامرة، وقيل: الفِناء، بكسر الفاء.
          وروى ابن عديٍّ من حديث عبَّاد بن منصور، عن أيُّوب السَّختيانيِّ: عن أنس ☺ قضَى رسولُ الله صلعم في الطَّريق الميتاء التي تُؤتى من كلِّ مكان.
          (ثُمَّ يُرِيدُ أَهْلُهَا الْبُنْيَانَ فَتُرِكَ مِنْهَا للطَّرِيقُ سَبْعَةَ أَذْرُعٍ) أشار بهذا إلى أنَّ أصحاب الطَّريق الميتاء إذا أرادوا أن يبنوا فيها يتركون منها للطَّريق مقدار سبعة أذرع، على ما سيجيءُ في معنى الحديث إن شاء الله تعالى [خ¦2473].
          وقال صاحب «التلويح»: هذه التَّرجمة حديثٌ رواه عبادة بن الصَّامت ☺ عند عبد الله بن أحمد فيما زاده مطوَّلاً عن أبي كامل الجحدريِّ: حَدَّثَنَا الفضلُ بن سليمان: حَدَّثَنَا موسى بنُ عقبة، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة، عنه.