نجاح القاري لصحيح البخاري

باب إذا قال: اكفني مؤنة النخل أو غيره وتشركني في الثمر

          ░5▒ (بابٌ) بالتَّنوين (إِذَا قَالَ) أي: صاحب النَّخل لغيره: (اكْفِنِي مَؤُونَةَ النَّخْلِ) أي: العمل فيه من السَّقي والقيام عليه بما يتعلَّق به (أَوْ غَيْرِهِ) أي: غير النَّخل مثل الكرم يكون له، ويقول لغيره: اكفني مؤونة هذا الكرم.
          (وَتُشْرِكنِي) يُرْوَى: بالرفع والنصب، أمَّا الرفع فعلى تقدير المبتدأ؛ أي: وأنت تشركني، والواو فيه للحال، وأمَّا النصب فعلى تقدير كلمة أن بعد الواو؛ أي: ليكن منك الكفاية وأن تشركَني (فِي الثَّمَرِ) الذي يحصل من النَّخل، وفي العنب الذي يحصل من الكرم.
          وقال الحافظُ العَسْقَلانيُّ: ويجوز في تشركني: فتح أوله وثالثه وضم أوله وكسر ثالثه، بخلاف قوله: ((ونشرككم)) فإنَّه بفتح أوله وثالثه حسب.
          وفي رواية الكُشميهني: «مؤونة النَّخل»، وفي رواية غيره: <مؤونة النَّخيل>، وهو جمع نخلٍ كالعبيد جمع عبد، وهو جمعٌ نادرٌ، وجواب إذا محذوفٌ؛ أي: جاز هذا القول. /