نجاح القاري لصحيح البخاري

باب ما جاء في التطوع مثنى مثنى

          ░25▒ (بابُ مَا جَاءَ فِي التَّطَوُّعِ مَثْنَى مَثْنَى) ركعتين ركعتين، يسلِّم من كلِّ اثنتين، وإطلاقه يتناول تطوُّع اللَّيل والنَّهار، وفيه تفصيل المذاهب، وقد مرَّ فيما قيل، ثمَّ إنَّ هذا الباب ثابت هنا في الفرع وأصله، وفي أكثر النسخ: بعد باب «ما يقرأ في ركعتي الفجر»، وعليه شرح الحافظ العسقلانيُّ.
          (وَيُذْكَرُ ذَلِكَ) وفي رواية: <قال محمَّد _يريد البخاري نفسه_ ويذكر ذلك> أي: ما ذكر من التطوُّع مثنى مثنى (عَنْ عَمَّارٍ وَأَبِي ذَرٍّ وَأَنَسٍ) هم الصَّحابيون ♥ (وَجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ) أبي الشَّعثاء البصري. (وَعِكْرِمَةَ وَالزُّهْرِيِّ) هم التَّابعيون ▓.
          أمَّا عمَّار فقد روى عنه الطَّبراني في «الكبير» قال: قال رسول الله صلعم : ((أوترْ قبل أن تنامَ، وصلاة اللَّيل مثنى مثنى))، وفي إسناده الرَّبيع بن بدر / وهو ضعيف.
          وقد روى ابن أبي شيبة من طريق عبد الرَّحمن بن الحارث بن همَّام، عن عمَّار بن ياسر أنَّه دخل المسجد فصلَّى ركعتين خفيفتين.
          وأمَّا أبو ذرٍّ ☺ فقد روى ابن أبي شيبة أيضاً من طريق مالك بن أوس عنه أنَّه دخل المسجد فأتى سارية فصلَّى عندها ركعتين.
          وأمَّا أنس ☺ فقد روى عنه المؤلِّف فيما مضى في باب «هل يصلِّي الإمام بمن حضر» قال: حدَّثنا آدم، قال: حدَّثنا شعبة، قال: حدَّثنا أنس بن سيرين قال: سمعت أنساً ☺ يقول: قال رجل من الأنصار: إنِّي لا أستطيع الصَّلاة معك، وكان رجلاً ضخماً، فصنع للنَّبي صلعم طعاماً فدعاه إلى منزله فبسط له حصيراً، ونضحَ طرف الحصير فصلَّى عليه ركعتين... الحديث [خ¦670].
          وأمَّا جابر بن زيد وهو أبو الشَّعثاء البصري فقال الحافظ العسقلاني والعيني: لم أقف عليه بعد.
          وأمَّا عكرمة فروى ابن أبي شيبة، عن حرميِّ بن عُمارة، عن أبي خلدة قال: رأيت عكرمة دخل المسجد فصلَّى فيه ركعتين.
          وأمَّا الزُّهري: فقد قال الحافظ العسقلانيُّ وكذا العيني: لم أقف على ذلك موصولاً عنه.
          وفي الباب أيضاً عن عمرو بن عبسة أخرجه أحمد عنه، عن النَّبي صلعم قال: ((صلاة اللَّيل مثنى مثنى)).
          وعن ابن عبَّاس ☻ روى عنه الطَّبراني في «الكبير» قال: قال رسول الله صلعم : ((صلاة اللَّيل مثنى مثنى)).
          (وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيد) بن قيس، أبو سعيد الأنصاري البخاري المدني، قاضي المدينة سمع أنس بن مالك، وروى عن كبار التَّابعين كسعيد بن المسيب أقدَمَه أبو جعفر المنصور العراق، وولَّاه القضاء بالهاشميَّة، وقيل: إنَّه تولَّى القضاء ببغداد، مات سنة ثلاث وأربعين ومائة (مَا أَدْرَكْتُ فُقَهَاءَ أَرْضِنَا) أراد بها المدينة. ومن فقهاء أرضه: الزُّهري ونافع وسعيد بن المسيَّب وعبد الرَّحمن بن القاسم بن محمَّد بن أبي بكر الصِّدِّيق ☺، وجعفر بن محمَّد بن عليِّ بن الحسين بن عليِّ بن أبي طالب ♥ الصَّادق، وربيعة بن عبد الرَّحمن، وعبد الرَّحمن بن هرمز، وآخرون.
          (إِلاَّ يُسَلِّمُونَ فِي كُلِّ اثْنَتَيْنِ) بتاء التأنيث؛ أي: ركعتين (مِنَ النَّهَارِ) قال الحافظ العسقلاني: لم أقف عليه موصولاً.