نجاح القاري لصحيح البخاري

باب صلاة التطوع على الحمار

          ░10▒ (بابُ) حكم (صَلاَةِ التَّطَوُّعِ عَلَى الْحِمَارِ) إنَّما أفرد هذا الباب بالذِّكر وإن كان داخلاً في باب «صلاة التطوُّع على الدَّابة»، وفي باب «الإيماء على الدَّابة» إشارة إلى أنَّه لا يشترط أن تكون الدَّابة طاهرة الفضلات، بل الباب في المركوبات واحد، لكن يشترط أن لا يماس الرَّاكب ما كان غير طاهر منها كما قاله ابن رُشَيد، وتنبيهاً على طهارة عرق الحمار؛ لأنَّ ملابسته مع التحرُّز منه متعذِّر لاسيَّما إذا طال الزَّمان في ركوبه، كما قاله ابن دقيق العيد.
          وكان الأصل أن يكون عرقه كلحمه؛ لأنَّه متولِّد منه، ولكن خُصَّ بطهارته لركوب النَّبي صلعم إيَّاه، وعن هذا قال أصحابنا: كان ينبغي أن يكون عرقه مشكوكاً؛ لأنَّ عرق كلِّ شيء معتبر بسؤره، لكن لمَّا ركبه النَّبي صلعم مُعْرَوْرياً، الحرُّ حرُّ الحجاز، والثقل ثقل النبوَّة حكم بطهارته، والله أعلم.