نجاح القاري لصحيح البخاري

باب الصلاة بمنى

          ░2▒ (بابُ) حكم (الصَّلاَةِ بِمِنًى) بكسر الميم، يذكَّر ويؤنث بحسب قصد الموضع والبقعة، قيل: فإذا ذُكِّر صُرِفَ وكُتب بالألف، وإذا أُنِّث لم يُصرف وكُتب بالياء، والمختار تذكيره.
          وذكر الكلبيُّ: إنَّما سمِّي منى لما يُمْنى فيه _أي: يُراق_ من الدِّماء، وقد منى فيه الكبش الذي فُدِيَ به إسماعيل ╕، ويقال: إنَّ جبريل ◙ لمَّا أتى آدم ◙ قال له: تمنَّ.
          وقال البكري: هو جبلٌ بمكَّة معروفٌ، وقال أبو عليٍّ الفارسي لأمِّه ياء من منيت الشَّيء إذا قدرته. وقال الفرَّاء: الأغلبُ عليه التَّذكير، ويُقال: امتنى القوم، إذا أتوا منى. /
          وقال ابنُ الأعرابي: يقال: أمنى القوم، والمراد: الصَّلاة بها في أيَّام الرَّمي، وإنَّما لم يذكر المصنِّف حكم المسألة لقوَّة الخلاف فيها، وإنَّما خصَّ منى بالذِّكر؛ لأنَّها المحل الذي وقع فيه ذلك قديماً، كما سيجيء إن شاء الله تعالى [خ¦1082].