نجاح القاري لصحيح البخاري

باب صب المرأة على رأسها الماء

          ░18▒ (بابُ صَبِّ المَرْأةِ عَلَى رَأْسِهَا المَاءَ إِذَا أَطَالَ الإِمَامُ القِيَامَ فِي الرَّكْعَةِ الأُوْلَى) قيل: وقعت هذه التَّرجمة للمستملي، وليس فيه حديثٌ مطابق لها.
          وقال صاحب «التَّوضيح»: لم يذكر البخاري فيه حديثاً، فكأنَّه اكتفى بحديث أسماء الذي مضى في باب «صلاة النِّساء مع الرِّجال في الكسوف» [خ¦1053].
          قال العيني: وهو بعيدٌ، والأوجه ما قيل: إنَّ المصنف ترجم بها، وأخلى بياضاً ليذكر لها حديثاً أو طريقاً كما جرت عادته، فلم يحصل غرضه، وكان الأليق بهذه التَّرجمة حديث أسماء المذكور قبل سبعة أبواب، فإنَّه نصٌّ فيه. ووقع في رواية أبي علي بن شَبُّويه عن الفربري أنَّه ذكر باب «صبِّ المرأة على رأسها الماء» أوَّلاً.
          وقال في الحاشية: ليس فيه حديث، ثمَّ ذكر باب «الرَّكعة الأولى أطول»، وأورد فيه / حديث عائشة ♦، وكذا في «مستخرج الإسماعيلي».
          قال الحافظ العسقلانيُّ: فعلى هذا فالذي وقع من صنيع شيوخ أبي ذرٍّ من اقتصار بعضهم على إحدى التَّرجمتين ليس بجيد، أمَّا من اقتصر على الأولى _وهو المستملي_ فقد أخطأ، إذ لا تعلُّق لها بحديث عائشة ♦.
          وأمَّا الآخران اللَّذان حذفاها؛ فكأنَّهما استشكلاها فحذفاها، وكذا حذفت من رواية كريمة عن الكشميهنيِّ، وكذا من رواية الأكثر، والله أعلم.