نجاح القاري لصحيح البخاري

باب من تمطر في المطر حتى يتحادر على لحيته

          ░24▒ (بابٌ مَنْ تَمَطَّرَ) بتشديد الطاء، على وزن تفعل (فِي الْمَطَرِ) أي: تعرَّض للمطر، وتطلب نزوله عليه (حَتَّى يَتَحَادَرَ) أي: ينزل وينصب المطر (عَلَى لِحْيَتِهِ) وكأنَّه أشار بهذه التَّرجمة إلى ما أخرجه مسلم من طريق جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس ☺ قال: حسر رسول الله صلعم ثوبه حتَّى أصابه المطر، وقال: ((لأنَّه حديث عهد بربه)) أي: قريب العهد بتكوين ربه، ولم تمسه الأيدي الخاطئة، ولم تكدِّره ملاقاة أرض عُبِد عليها غير الله تعالى، كما قال القائل وأجاد:
تَضُوعُ أَرْوَاحُ نَجْدٍ مِنْ ثِيَابِهِمْ                     عِنْدَ القُدُومِ بِقُرْبِ العَهْدِ والدَّارِ