نجاح القاري لصحيح البخاري

باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا

          ░3▒ (باب سُؤَالِ النَّاسِ) المسلمينَ وغيرهم، وهو من إضافة المصدر إلى الفاعل، وقوله: (الإِمَامَ) بالنصب مفعوله.
          وقوله: (الاِسْتِسْقَاءَ) أيضاً بالنصب مفعول آخر له، ويجوز أن يكون منصوباً بنزع الخافض؛ أي: عن الاستسقاء، يقال: سألته الشَّيء، وسألته عن الشَّيء (إِذَا قَحَطُوا) بفتح القاف والحاء على البناء للفاعل. يقال: قحط المطر قحوطاً: إذا احتبس، فيكون من باب القلب؛ لأنَّ المحتبس المطرُ لا النَّاس، أو يقال: إذا كان هو محتبساً عنهم فهو محتبسون عنه.
          وحكى الفرَّاء: قحِط _بكسر الحاء_، وفي رواية: <قُحِطوا> بضم القاف وكسر الحاء على البناء للمفعول، قيل: لو أدخل البخاري حديث ابن مسعود ☺ المذكور في الباب الذي قبله في هذا الباب [خ¦1007] ؛ لكان أنسب وأوضح.
          وأُجيب: بأنَّ الذي سأل قد يكون مشركاً، وقد يكون مسلماً، وقد يكون من الفريقين، والسَّائل في حديث ابن مسعود ☺ كان مشركاً حينئذٍ، فناسب أن يُذكَر في الذي بعده مَن يشمل الفريقين، فلذلك ذكر في التَّرجمة ما يشملهما، وهو لفظ «النَّاس».