إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: لو أن ابن آدم أعطي واديًا ملأً من ذهب أحب إليه ثانيًا

          6438- وبه قال: (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ) الفضل بن دُكين قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الغَسِيلِ) بفتح المعجمة وكسر المهملة، أي: مغسولُ الملائكة حين استشهدَ وهو جُنب، وهو حنظلةُ بن أبي عامرٍ الأوسيُّ، وهو جدُّ سُليمان المذكور؛ لأنَّه ابن عبد الله بن حنظلة، ولعبدِ الله صحبةٌ، وعبد الرَّحمن من صغار التَّابعين (عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ) بسكون العين والهاء، و«عبَّاس» بالموحدة المشددة آخره مهملة، أنَّه (قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ) عبد الله (عَلَى المِنْبَرِ بِمَكَّةَ) ولأبي ذرٍّ: ”على(1) منبر مكَّة“ (فِي خُطْبَتِهِ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ النَّبِيَّ صلعم كَانَ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ أُعْطِيَ) بضم الهمزة، مبنيًّا للمفعول (وَادِيًا مَلْأً) بفتح الميم وسكون اللَّام بعدها همزة منوَّنًا، ولأبي ذرٍّ: ”ملآن“ (مِنْ ذَهَبٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ ثَانِيًا، وَلَوْ أُعْطِيَ ثَانِيًا أَحَبَّ إِلَيْهِ(2) ثَالِثًا، وَلَا يَسُدُّ جَوْفَ) وفي رواية أبي عاصم، عن ابن جريجٍ _السَّابقة في هذا الباب [خ¦6436]_: «ولا يملأُ جوف» (ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ) قال / النَّوويُّ: معناه: أنَّه لا يزال حريصًا على الدُّنيا حتَّى يموتَ ويمتلئَ جوفُه من ترابِ قبرهِ.
          وهذا الحديثُ خرجَ على حكمِ غالب بني آدمَ في الحرصِ على الدُّنيا، ويؤيِّده قوله: (وَيَتُوبُ‼ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ) وهو متعلِّقٌ بما قبلَه، ومعناه: إنَّ الله يقبلُ التَّوبة من الحرصِ المذمومِ وغيره(3) من المذمُومات.


[1] «على»: ليست في (د).
[2] «إليه»: ليست في (د).
[3] «من الحرص المذموم وغيره»: ليست في (د).