إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثًا

          6436- وبه قال: (حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ) الضَّحَّاك بن مخلدٍ النَّبيل البصريُّ (عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ) عبد الملك بن عبد العزيز (عَنْ عَطَاءٍ) هو ابنُ أبي رباح، أنَّه (قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ ☻ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلعم يَقُولُ: لَوْ كَانَ لاِبْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ) تثنية وادٍ(1) وهو معروفٌ، وربَّما اكتفوا بالكسرةِ عن الياء، كما قال:
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .                      قَرْقَرَ قُمْرُ الوَادِ بِالشَّاهِقِ
          والجمع: الأودية، على غير قياسٍ كأنَّه جمع وَدِيٍّ، مثل: سَرِيٍّ وأَسْرِيَةٍ للنَّهرِ. وفي حديث ابن الزُّبير المذكور هنا [خ¦6438]: «لو أنَّ ابن آدم أُعطي واديًا من ذهبٍ» (لَابْتَغَى) بالغين المعجمة، لطَلَب (ثَالِثًا) وفي حديثِ ابن الزُّبير [خ¦6438]: «أحبَّ إليه ثالثًا(2)» (وَلَا يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ) كنايةٌ عن الموتِ لاستلزامهِ الامتلاء، كأنَّه قال: لا يشبعُ من الدُّنيا حتَّى يموت (وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ) من المعصيةِ ورجعَ عنها، أي: يوفِّقُه للتَّوبة، أو يرجعُ عليه(3)‼ بقبوله، والمُراد من الحديث: ذمُّ الحرص على الدُّنيا والشَّره على الازديادِ.
          وأخرجهُ مسلمٌ في «الزَّكاة».


[1] في (د): «وادي».
[2] في (س): «ثانيًا».
[3] في (د) زيادة: «من التشديد إلى التوفيق، أو يرجع عليه».