إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: يا أبا عمير ما فعل النغير

          6129- وبه قال: (حَدَّثَنَا آدَمُ) بنُ أبي إياسٍ قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بن الحجَّاج قال: (حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ) يزيدُ بن حميدٍ الضُّبَعيُّ (قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ☺ يَقُولُ: إِنْ(1) كَانَ النَّبِيُّ صلعم لَيُخَالِطُنَا(2)) بالملاطفةِ وطلاقةِ الوجه والمزاح(3) (حَتَّى يَقُولَ لِأَخٍ لِي) من أمِّي (صَغِيرٍ) وهو ابنُ أبي طلحة زيدُ بن سهلٍ الأنصاريُّ: (يَا أَبَا عُمَيْرٍ) بضم العين مصغَّرًا (مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ) بضم النون وفتح الغين المعجمة، مصغَّر نُغَر _بضم ثمَّ فتح_ طيرٌ كالعصفورِ محمرُّ المنقار، وأهل المدينة يسمُّونه البلبل، أي: ما شأنهُ وحاله. وقال(4) النَّوويُّ: وفي الحديث جوازُ تكنيةِ من لم يُوْلَدْ له وتكنيةِ الطِّفل وأنَّه ليس كذبًا، وجوازُ المزحِ فيما ليس بإثمٍ، وجواز(5) السَّجع في الكلام الحسنِ بلا كلفةٍ، وملاطفةِ الصِّبيان وتأنيسِهم، وبيان ما كان عليه النَّبيُّ صلعم من حُسن الخُلق وكرم الشَّمائل والتَّواضع.
          والحديثُ أخرجه مسلمٌ في «الصَّلاة» و«الاستئذانِ» و«فضائل النَّبيِّ صلعم »، وأخرجه التِّرمذيُّ في «الصَّلاة» وفي «البرِّ»، والنَّسائيُّ في «اليوم واللَّيلة»، وابن ماجه في «الأدب».


[1] قوله: «إِنْ»: ليس في (ص) و(ل).
[2] في (ص) و(ل): «يخالطنا».
[3] في (د): «والمزح».
[4] في (د): «قال».
[5] في (ص): «كلام».