إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: كان الفضل رديف النبي

          1855- وبالسَّند قال: (حَدَّثَنَا‼ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ) القعنبيُّ (عَنْ مَالِكٍ) الإمام (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) الزُّهريِّ (عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ) الهلاليِّ (عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ ☻ قَالَ: كَانَ الفَضْلُ) بن عبَّاسٍ (رَدِيفَ النَّبِيِّ صلعم ) زاد شعيبٌ في روايته [خ¦6228]: «على عجز راحلته» (فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ) لم تُسَمَّ (مِنْ خَثْعَمٍَ) بغير صرفٍ(1)، وفي الفرع: مصروفٌ منوَّنٌ(2) (فَجَعَلَ الفَضْلُ) بن العبَّاس(3) (يَنْظُرُ إِلَيْهَا) وكان غلامًا جميلًا(4) (وَتَنْظُرُ) الخثعميَّة (إِلَيْهِ، فَجَعَلَ) بالفاء، ولأبي الوقت: ”وجعل“ (النَّبِيُّ صلعم يَصْرِفُ وَجْهَ الفَضْلِ إلى الشِّقِّ الآخَرِ) الذي ليس فيه المرأة(5) خشية الافتتان / (فَقَالَتْ) أي: الخثعميَّة: يا رسول الله (إِنَّ فَرِيضَةَ اللهِ) أي: في الحجِّ كما في حديث الباب السَّابق [خ¦1854] (أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا، لَا(6) يَثْبُتُ عَلَى الرَّاحِلَةِ) «لا يثبت»: صفةٌ بعد صفة، أو من الأحوال المتداخلة، أو «شيخًا»: بدلٌ لكونه موصوفًا، أي: وجب عليه الحجُّ بأن أسلم وهو شيخٌ كبيرٌ، أو حصل(7) له المال في هذا(8) الحال، والأوَّل أوجه، قاله في «شرح المشكاة» (أَفَأَحُجُّ عَنْهُ؟) أي: أيصحُّ أن أنوب عنه فأحجُّ عنه؟ (قَالَ) ╕ : (نَعَمْ) أي: حجِّي عنه، وفيه: دليلٌ على أنَّه يجوز للمرأة أن تحجَّ عن الرَّجل خلافًا لمن زعم أنَّه لا يجوز معلِّلًا بأنَّ المرأة تلبس في الإحرام ما لا يلبسه الرَّجل، فلا يحجُّ عنه إلَّا رجلٌ مثله (وَذَلِكَ) أي: ما ذكر (فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ) بمنًى.


[1] في (ص) و(م): «لم ينصرف».
[2] «وفي «الفرع»: مصروفٌ منوَّنٌ» ليس في (م).
[3] في (د): «عبَّاسٍ».
[4] «وكان غلامًا جميلًا»: جاء في (ب) و(س) بعد قوله السَّابق: «الفضل بن العبَّاس».
[5] في (ب) و(س): «الجارية».
[6] في (ص): «لم».
[7] في غير (ب) و(س): «وحصل».
[8] في (د): «هذه».