إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: سمعت عمر على منبر النبي

          7337- قال المؤلِّف: (وَحَدَّثَنِي) بالواو والإفراد، ولأبي ذرٍّ: ”حدَّثنا“ بسقوط الواو وبالجمع (إِسْحَاقُ) هو ابن إبراهيم المعروف بابن رَاهُوْيَه كما جزم به أبو نُعَيمٍ والكلاباذيُّ وغيرهما، قال: (أَخْبَرَنَا عِيسَى) بن يونس بن أبي إسحاق _عمرو بن عبد الله_ الهَمْدانيُّ السَّبيعيُّ (وَابْنُ إِدْرِيسَ) هو عبد الله بن إدريس بن يزيد الكوفيُّ (وَابْنُ أَبِي غَنِيَّةَ) بفتح الغين المعجمة وكسر النُّون وتشديد التَّحتيَّة المفتوحة، هو يحيى بن عبد الملك بن حُمَيد بن أبي غنيَّة الكوفيُّ الأصبهانيُّ الأصل، ثلاثتهم (عَنْ أَبِي حَيَّانَ) بفتح الحاء المهملة والتَّحتيَّة المشدَّدة وبعد الألف نونٌ، يحيى بن سعيد بن حيَّان، التَّيميِّ تيم الرَّباب‼ (عَنِ الشَّعْبِيِّ) عامر بن شراحيل (عَنِ ابْنِ عُمَرَ ☻ ) أنَّه (قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ) بن الخطَّاب (عَلَى مِنْبَرِ النَّبِيِّ صلعم ) وسبق تمامه في «الأشربة» في «باب ما جاء في أنَّ الخمر ما خامر العقل» [خ¦5588] فقال: «إنَّه قد نزل تحريم الخمر وهي من خمسة أشياء: العنب والتَّمر والحنطة والشَّعير والعسل، والخمر ما خامر العقل...» الحديث، ففي سياق المؤلِّف له هنا فيه إجحافٌ في الاختصار، ولذا استَشكل سياقه مع سابقه بعض الشّرَّاح، فظنَّ أنَّ سياق حديث قتيبة السَّابق لهذا الحديث الذي هو حديث ابن عمر عن عمر المختصر من حديث الأشربة هذا(1)، قال في «الفتح»: وهو غلطٌ فاحشٌ، فإنَّ حديث عمر من أفراد الشَّعبيِّ عن ابن عمر عن عمر، وسبب هذا الغلط ما ذكرته من المبالغة في الاختصار، فلو قال بعد قوله في حديث قتيبة بعد قوله: «عن ابن عمر» بهذا كما ذكرته؛ لارتفع الإشكال كذا قرَّره في «الفتح»، فليُتأمَّل. فإنَّ ظاهر التَّحويل يشعر(2) بأنَّ السَّابق للَّاحق وإن لم يكن بلفظه على ما هي(3) عادة المؤلِّف وغيره، وقال العينيُّ بعد إيراده لذلك: أخرجه من طريقين: أحدهما عن قتيبة، والآخر عن إسحاق، وقد سقط قوله «حدَّثنا قتيبة(4)...» إلى قوله «حدَّثني إسحاق» لغير كريمة، وثبت لها.


[1] في (د): «هنا».
[2] في (ص): «مشعرٌ».
[3] في (ص): «هو»، وفي (ع): «في».
[4] زيد في (د) و(ع): «بن سعيد».