إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب قوله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمةً وسطًا}

          ░19▒ (بابُ قَوْلِهِ(1) تَعَالَى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}[البقرة:143]) خيارًا، وقيل للخيار: وسطٌ؛ لأنَّ الأطراف يتسارع(2) إليها الخللُ، والأوساط‼ محميَّةٌ، قال حبيبٌ:
كانت هي الوسط المحميَّ فاكتنفت                     بها الحوادث حتَّى أصبحت طرفا
أو عدولًا؛ لأنَّ الوسط عدلٌ بين الأطراف فليس إلى بعضها أقرب من بعضٍ، أي: جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا بين الغلوِّ والتَّقصير، فإنَّكم لم تغلوا غُلوَّ النَّصارى حيث وصفوا المسيح بالألوهيَّة، ولم(3) تُقَصِّروا تقصير اليهود حيث وصفوا مريم بالزِّنى وعيسى بأنَّه ولد الزِّنى، وسقط لفظ «قوله تعالى» لأبي ذرٍّ (وَمَا أَمَرَ النَّبِيُّ صلعم ) أمَّته (بِلُزُومِ الجَمَاعَةِ وَهُمْ أَهْلُ العِلْمِ) المجتهدون.


[1] في (س): «قول الله».
[2] في (د): «يتنازع»، ولعلَّه تحريفٌ.
[3] في غير (ب) و(س): «ولن».