إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب ما كان النبي يسأل مما لم ينزل عليه الوحي

          ░8▒ (بابُ مَا كَانَ النَّبِيُّ صلعم يُسْأَلُ) / بضمِّ أوَّله مبنيًّا للمفعول (مِمَّا لَمْ يُنْزَلْ) مبنيٌّ(1) للمفعول أيضًا(2) (عَلَيْهِ الوَحْيُ) قرآنًا أو غيره (فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي) كما جاء في أحاديث _تأتي إن شاء الله تعالى_ لكنَّها ليست على شرط المؤلِّف (أَوْ لَمْ يُجِبْ) عن ذلك (حَتَّى يُنْزَلَ) بضمِّ أوَّله وفتح ثالثه (عَلَيْهِ الوَحْيُ) _بالرَّفع_ ببيان(3) ذلك، فيُجب حينئذٍ، ولأبي ذرٍّ عن المُستملي: ”حتَّى يُنزِل الله عليه الوحيَ“ بالنَّصب على المفعوليَّة (وَلَمْ يَقُلْ بِرَأْيٍ وَلَا بِقِيَاسٍ) من عطف المرادف، وقيل: الرَّأيُ التَّفكر، أي: لم يقل بمقتضى العقل ولا بالقياس، وقيل: الرَّأيُ أعمُّ؛ لشموله مثل الاستحسان (لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {بِمَا أَرَاكَ اللّهُ}) أي: في قوله تعالى: {لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ}[النساء:105] أي: بما علَّمك الله.
          (وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ) عبد الله: (سُئِلَ النَّبِيُّ صلعم عَنِ الرُّوحِ فَسَكَتَ حَتَّى نَزَلَتِ الآيَةُ) {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ}‼[الإسراء:85] وقوله: ”الآية“ ثابتٌ لأبي ذرٍّ عن الكُشْمِيهَنيِّ.


[1] في (د): «مبنيًّا».
[2] في هاش (د): (قوله: «مبنيًّا للمفعول أيضًا» لعلَّه: اقتصر عليه؛ لأنه الرِّواية، وإلَّا فيجوز بناؤه للفاعل، وكذا «حتى ينزل عليه الوحي» فاعرفه).
[3] في (د): «مبيِّنًا»، وفي (ع): «تبيان».