إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: نذرت أن أصوم كل يوم ثلاثاء أو أربعاء ما عشت

          6706- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ) القعنبيُّ أحدُ الأعلام قال: (حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ) بضم الزاي وفتح الراء آخره عين مهملة مصغَّرًا، البصريُّ (عَنْ يُونُسَ) بن عُبيد، أحد أئمَّة البصرةِ (عَنْ زِيَادِ بْنِ جُبَيْرٍ) بضم الجيم وفتح الموحدة، ابن حيَّة _بالتَّحتيَّة المشدَّدة_ ابنِ مسعود بنِ مُعَتِّبٍ البصريِّ، أنَّه (قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ) ☻ (فَسَأَلَهُ رَجُلٌ) لم يسمَّ (فَقَالَ: نَذَرْتُ أَنْ أَصُومَ كُلَّ يَوْمِ ثَلَاثَاءَ أَوْ أَرْبِعَاءَ مَا عِشْتُ) بكسر الموحدة‼ في «أَرْبِعاء» والمدّ مع الهمزةِ لا ينصرفُ كسابقهِ لألفِ التَّأنيث فيهما كحمراءَ(1)، ويُجمعان على ثلاثاوات وأربعاوات، و«يومِ» بغيرِ تنوينٍ لإضافتهِ لِمَا بعدَه (فَوَافَقْتُ هَذَا اليَوْمَ يَوْمَ النَّحْرِ، فَقَالَ) ابنُ عمر: (أَمَرَ اللهُ) ╡ (بِوَفَاءِ النَّذْرِ) حيثُ قال تعالى: {وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ}[الحج:29] (وَنُهِينَا) بضم النون وكسر الهاء (أَنْ نَصُومَ) هذا اليوم (يَوْمَ النَّحْرِ) وفي «باب صوم يوم النَّحر»، من «كتاب الصِّيام» [خ¦1994] «ونهى النَّبيُّ صلعم عن صومِ هذا اليوم» (فَأَعَادَ عَلَيْهِ) أي: فأعادَ الرَّجل السُّؤال على ابنِ عمر (فَقَالَ مِثْلَهُ) أي: مثلَ القول الأوَّل (لَا يَزِيدُ عَلَيْهِ) ورعًا منه حيثُ توقَّف في الجزمِ بأحدِ الجوابين لتعارضِ الدَّليلين عندَه، لكن سياق الكلامِ يقتضِي ترجيحَه للمنعِ.
          وبقيَّة مبحثِ ذلك سبقتْ(2) في «الصِّيام» [خ¦1994] من البابِ المذكور.


[1] «كحمراء»: ليست في (د).
[2] في (ع) و(ص) و(د): «سبق».