الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب قول النبي: «لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان دعوتهما واحدة»

          ░8▒ (باب: قَول النَّبيِّ صلعم: لَاْ(1) تَقُومُ السَّاعة حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ... إلى آخره)
          قالَ الحافظُ: كذا ترجم بلفظ الخبر، وسيأتي شرحه مستوفًى(2) في كتاب الفتن، والمراد بالفئتين: جماعة عليٍّ وجماعة معاوية، والمراد بالدَّعوة الإسلامُ على الرَّاجح، وقيل: المراد اعتقاد كلٍّ منهما أنَّه على الحقِّ. انتهى.
          وهكذا قالَ العلَّامةُ العينيُّ، واقتصر العلَّامة القَسْطَلَّانيُّ في تفسير الدَّعوة على المعنى الأخير.
          قالَ العينيُّ: قالَ الدَّاوديُّ: هاتان الفئتان هما_إن شاء الله_ أصحاب الجمل، زعم عليُّ بن أبي طالب أنَّ طلحة والزُّبير بايَعاه، فتعلَّق بذلك، وزعم طلحة والزُّبير أنَّ الأشتر النَّخَعيَّ أكرههما على المشي إلى عليٍّ ╩ وعنهم، وقد جاء في الكتاب والسُّنَّة الأمرُ بقتال الفئة الباغية إذا تبيَّن بغيُها، وقال الله تعالى: {فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى} الآية [الحجرات:9]. انتهى.
          وأمَّا تعلُّق هذه التَّرجمة بكتاب المرتدِّين فلم يتعرَّض له العينيُّ والقَسْطَلَّانيُّ، وتعرَّض له الحافظ إذ قال: وأورده هاهنا(3) للإشارة إلى ما وقع في بعض طرقه كما عند الطَّبَريِّ، وزاد في آخره: ((فبينما هم كذلك إذ مرقت مارقةٌ يقتلها أَولى الطَّائفتين بالحقِّ)) فبذلك تظهر مناسبته لِما قبله، والله أعلم. انتهى.


[1] في (المطبوع): ((لن)).
[2] قوله: ((مستوفى)) ليس في (المطبوع).
[3] في (المطبوع): ((هنا)).