الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب: أي الرقاب أفضل؟

          ░2▒ (باب: أيُّ الرِّقَاب أفْضَل؟)
          أي: للعتق، وقوله في الحديث: (أَعْلَاهَا ثَمَنًا) بالعين المهملة للأكثر، وللكُشْمِيهَنيِّ: بالغين المعجمة، ومعناهما متقارب، وفي رواية لمسلم: ((أكثرُها ثمنًا)) وهو يبيِّن المراد، قالَ النَّوويُّ: محلُّه والله أعلم فيمن أراد أن يُعتِقَ رَقَبةً واحدة، أمَّا لو كان مع شخص ألفُ درهم مثلًا، فأراد أن يشتري بها رقبة يُعْتِقُها، فوجد رقبة نفيسة أو رقبتين مفضولتين فالرَّقبتان أفضل، قال: وهذا بخلاف الأضحيَّة، فإنَّ الواحدة السَّمينة فيها أفضلُ، لأنَّ المطلوب هنا فكُّ الرَّقبة، وهناك طِيب اللَّحم. انتهى.
          قال الحافظ: والَّذي يظهر لي أنَّ ذلك يختلف باختلاف الأشخاص، فربَّ شخصٍ واحد إذا عَتَق(1) انتفَع بالعتق، وانتُفِعَ به أضعافَ ما يَحْصُل مِنَ النَّفع بعتقٍ أكثر عددًا منه، وربَّ مُحْتاج إلى كثرة اللَّحم لتفرقته على المحَاويج الَّذين ينتفعون به أكثرَ ممَّا ينتفع هو بطيب اللَّحم. انتهى كلُّه مِنَ «الفتح».


[1] في (المطبوع): ((أعتق)).