الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب الاعتكاف ليلا

          ░5▒ (باب: الاعتكاف ليلًا)
          غرض التَّرجمة يحتمل عندي وجوهًا:
          1- منها أن يقال: إنَّه ردٌّ على مَنْ قال: أقلُّ الاعتكاف عشر، كما حكاه ابن القاسم عن مالك.
          2- ومنها ما اختَلف فيه أهل الأصول أنَّ مَنْ نذر اعتكاف ليلة هل يدخل فيه النَّهار أيضًا أم لا؟
          3- ومنها _وهو الأوجه عندي_ أنَّ الغرض الإشارة إلى أنَّه هل يجوز الاعتكاف مِنْ غير صيام أم لا؟ لأنَّ اللَّيل ليس ظرفًا للصَّوم، والمسألة خلافيَّة: يجوز عند الشَّافعيَّة والحنابلة، ولا يجوز عند الحنفيَّة والمالكيَّة، وسيأتي قريبًا بعد أبواب (باب: مَنْ لم يرَ على المعتكف صومًا) وذكر فيه حديث الباب.
          ولا يشكل عليه بالتَّكرار لِما أشار إليه الحافظ بقوله: وترجمة هذا الباب مستلزمة للثَّانية لأنَّ الاعتكاف إذا ساغ ليلًا بغير نهار استلزم صحَّته بغير صيام مِنْ غير عكس. انتهى.