التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب {أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم}

          حديـــــــث: العاريات.قوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا}[الكهف:9].
          قوله: (الكَهْفُ: الفَتْحُ) أي: الغار في الجبل.في «غرر التبيان»: أنَّ الكهف قرب مدينة طرسوس وكانت قبل تسمَّى أقسوس، وقيل بين / أيلة وفلسطين، وكان بابه إلى الشمال.
          قوله: ({مَرْقُومٌ}[المطففين:9]: مَكْتُوبٌ) أي: الرَّقْم الكتاب مرقوم من الرَّقم، يريد مثل قتيل بمعنى مقتول، وقيل: مرقوم، بُنِيَتْ حروفه بعلاماتها من النِّقط.وقال أبو عبيدة وقتادة: هو الوادي الذي فيه الكهف، وقال كعب: هو اسم القرية التي خرجوا منها، وقال الفرَّاء: لوح من رصاص كُتِبَ فيه أسماؤهم وأنسابهم وكنيتهم ومن هربوا، عن ابن عبَّاس أنَّه قال: كلُّ القرآن أعلمُ إلَّا أربعة: إلَّا الغسلين والحنان والأوَّاه والرَّقيم.وقيل: الرَّقيم اسم الجبل الذي فيه الكهف، وقال ابن عباس وسعيد بن جبير: هو اللَّوح الذي كانت فيه أسماؤهم، وقال مجاهد: كُتِبَ فيه شأنهم وأيَّامهم.
          قوله: (وَالوَصِيدُ: الفِنَاءُ، وَجَمْعُهُ وَصَائِدُ وَوُصُدٌ، وَيُقَالُ: الوَصِيدُ: البَابُ) ما ذكره في الوصيد هو قول ابن عبَّاس وغيره، وقيل: العتبة، وقيل هو فناء الكهف عن عتبته.
          قوله : (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {تَقْرِضُهُمْ}[الكهف:17] تَتْرُكُهُمْ) قول مجاهد أخرجه ابن أبي حاتم من حديث ابن أبي نجيح عنه.
          فائدة: ذكر ابن مردويه في «تفسيره» من حديث حجَّاج بن أَرْطَاة عن الحكم بن عيينة عن مِقْسَمٍ عن ابن عبَّاس مرفوعًا: ((أصحاب الكهف أعوان المهدي)).
          قوله: ({وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ اليَمِيْنِ وَذَاتَ الشِّمَالِ}[الكهف:18]) قال ابن عبَّاس: ستَّة أشهر على كل جنب.
          فائدة: قال في «التَّعريف والإعلام» في أسمائهم: وكانوا ثمانية: أَمْلِيْخَا مَكْسِلِمْيَنَا مَرْطُوْش بَرَايِش أَرِيْطَانِس أَرْيُوْنُس شَلْطَطْيُوْش ومَخْشِلْمشيْنَا (1).وقال ابن الملقِّن في أسمائهم: مَكْسِلِمْيَنَا وهو أكبرهم، وَمَخْشِلِيشَا وَتَمْلِيخَا وَمَرْطُونَسُ وَكَنْشُطُونَسُ وَبِيرُونَسُ وَدِينَمُوسُ وبَرْطُوْنَسُ.انتهى.
          ولتحرَّر هذه الأسماء، وهكذا رأيتها في كتابيهما غير مضبوطة.قال السُّهيليُّ في «التعريف»: ويُقَالُ لمدينتهم: أقسوس وهي على ستَّة فراسخ من القسطنطينية، واسم الملك الذي فرُّوا منه دقيونس فيما ذكروا، وهذه الأسماء يونانية.قال ابن الملقِّن: وفي اسم كلبهم ثمانية أقوال: كيميل، قطمير زيَّان، صهبا، تور، وكان أنمر، وقيل أصفر، وقيل اسمه: قطمور، وقيل: حمران.وقال الأوزاعيُّ: اسم الكلب تتور.


[1] صورتها في الأصل:((مخشلمينا)).