التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب طوفان من السيل

          ░26▒ (بَابُ طُوفَانٍ مِنَ السَّيْلِ يُقَالُ لِلْمَوْتِ الكَثِيرِ طُوفَانٌ).
          الطُّوفان في اللُّغة: ما كان هلاكًا من موت أو سيل، أي: ما يطيف بهم فيهلكهم، وذلك أنَّ السَّماء أرسلت عليهم فلم يبلغ من السَّبت إلى السَّبت حتى امتلأت بيوت القبط ولم يدخل بيوت بني إسرائيل من الماء قطرة.وقال ابن عبَّاس: الطُّوفان الموت الذريع، وقيل: هو الطَّاعون.
          قوله: (القُمَّلُ: الحَمْنَانُ) بفتح الحاء المهملة وسكون الميم وبالنُّونين.قال البخاريُّ: (يُشْبِهُ صِغَارَ الحَلَمِ) هو من جنس (1) القراد إلَّا أنَّه أصغر منه، يركب البعير عند الهزال، و(الحَلَم) بفتح الحاء المهملة واللَّام وهو جمع الحلم، أي: القراد الكبار العِظام.
          قوله: ({وَالضَّفَادِعَ}[الأعراف:133]) جمع ضفدع، بكسر الضَّاد المعجمة وفتح الدَّال المهملة وكسرها.
          قوله: ({آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ}[الأعراف:133]) أي: بعضها منفصل من بعض، قيل كان بين الآية والآية ثمانية أيام، وقيل: أربعون ليلة.
          تنبيــــــه: قال مجاهد: القُمَّلُ الدَّبا، قال: أرسل عليهم الجراد فأكل مسامير أبوابهم وثيابهم، وأرسل عليهم القُمَّلُ فكان يدخل في ثيابهم وفرشهم.
          وقال حبيب ابن أبي ثابت: القُمَّلُ الجعلان، وقيل: هي دوابٌّ صغار من جنس القردان إلَّا أنَّها أصغر منها كما قدَّمناه، واحدها قملة، وقيل: هي صغار الدَّبا قاله ابن فارس، وقيل: هي كبار القردان ذكره الهروي، وقيل: هي دوابٌّ أصغر من القُمَّلِ، والجراد سُمِّيَ به لأنَّه يجرد وجه الأرض ويخليها من النبات.
          قوله: ({حَقِيقٌ}[الأعراف:105] حَقٌّ) أي: وجب هذا على قراءة من شدَّد الياء من {عَلَى}[الأعراف:105] ومن خفَّف قال أبو عبيد: أي حريص، وقيل معناه: أنا حقيق بالصِّدق.


[1] في الأصل:((حدس)).