التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب: {أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب} إلى قوله: {ونحن له مسلمون}

          ░14▒ (بَابُ قَوْلِهِ: {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ المَوْتُ}[البقرة:133]).
          ساق فيه أنَّ الكريم بن الكريم بن الكريم، فَكَرَمُ إسحاق على ما ذهب بعضهم إلى أنَّه الذَّبيح المستسلم لأمر أبيه، واحتجُّوا بما رُوِيَ أنَّ يعقوب ◙ لمَّا أخبروه بقصَّة بنيامين كتب كتابًا: من يعقوب إسرائيل الله بن إسحاق ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله إلى عزيز مصر أمَّا بعد: فإنَّا أهل بيت مُوْكَلٌ بنا البلاء، أمَّا جدِّي فشُدَّتْ يداه ورجلاه ورُمي في النَّار فنجَّاه الله، وأمَّا أبي فوضع السِّكين على قفاه ليذبح ففداه الله، وأمَّا أنا فكان لي ابن وكان من أحبِّ أولادي إليَّ وخاله كذا وكذا.وأمَّا كرم يعقوب على ما ذكر أنَّه وأخاه العيص كانوا توأمين فتنازعا عند الخروج فقال العيص: لأن خرجت قبلي لأشقنَّ بطن الوالدة وأخرج، فقال يعقوب: لا تشقَّ بطن الوالدة واخرج أنت.فخرج العيص أوَّلًا ثمَّ خرج يعقوب ◙ ، وإنَّما سُمِّيَ يعقوب لهذا، وقيل: لكثرة عقبه وما ذكره زيادة في الكرم، وإلَّا فهم أنبياء سلسلة ‰.