التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب قول الله تعالى:{وإلى عاد أخاهم هودًا قال يا قوم اعبدوا الله}

          ░6▒ (بَابُ: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا}[الأعراف:65]).
          قوله: ({إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ}[الأحقاف:21]) هو جمع حقف وهو الْمُعْوَجُّ المنحني من الرَّمْلِ، والمراد هنا مساكن عاد، وقال ابن عَرَفَة: كانت منازلهم في الرِّمال وهي الأحقاف، ويُقَالُ للرَّمل إذا عظُم واشتدَّ حقف.وقال الأزهريُّ: هي رمال مستطيلة بناحية شحر، والحقف عند أهل اللُّغة ما بدأنا بذكره.
          فائدة: قال ابن هشام: هود اسمه عابر، وقيل: عيبر بن أرفخشد، ويُقَالُ: الفخشد بن سام بن نوح.وقال ابن قتيبة: هود بن عبد الله بن رياح بن محارب بن عاد، فكان أشبه ولد آدم بآدم، خلا يوسف.وكانت عاد ثلاثة عشر قبيلة، ينزلون الرَّمل، وبلادهم أخصب بلاد، وديارهم بالدَّهناء وعالج وبثرين ووبار (1) وعمان إلى حضرموت إلى اليمن، فلمَّا غضب الله عليهم جعلها مفاوز، فلما هلكوا ألحق هود بمكَّة حتَّى تُوفِّيَ بها.
          قوله: (فِيهِ عَنْ عَطَاءٍ، وَسُلَيْمَانَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلعم) يريد بحديث عطاء ما قدَّمه مُسندًا في كتاب بدء الخلق، وبحديث سليمان بن يسار ما ذكره في تفسير سورة الأحقاف مُسندًا ويأتي.


[1] صورتها في الأصل:((وديار)) والمثبت من عمدة القاري.