التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب قوله: {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم}

          ░47▒ (بـــــاب: قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَا أَهْلَ الِكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى الله إِلاَّ الحق إِنَّمَا المسيح عِيسَى ابن مَرْيَمَ رَسُولُ الله وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ}[النساء:171]).
          رُوِيَ أنَّ عظيمًا من عظماء النَّصارى سمع قارئًا يقرؤها فقال: أفغيَّر هذا دينَ النَّصارى؟ يعني لأنَّ ذلك يدلُّ على أنَّ عيسى ◙ بعضٌ من (1) قوله، تعالى الله عن ذلك / علوًّا كبيرًا، فأجابه ابن واقد صاحب كتاب «النَّظائر» بأنَّ الله تعالى يقول أيضًا: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض جَمِيعًا مِّنْهُ}[الجاثية:13] فلو أُرِيدَ بقوله: {وَرُوحٌ مِّنْهُ}[النساء:171] بعض منه أو جزء منه لكان هاهنا جميعًا منه، معناه وبعض منه أو جزء منه فأسلم النَّصراني، ومعنى الآية أنَّ الله تعالى سخَّر هذه الأشياء كائنة منه وحاصلة من عنده، يعني أنَّه مكوِّنها وموجدها بقدرته وحكمته ثمَّ سخَّرها لخلقه.


[1] في الأصل:((منه)).