التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب: {وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرةً}

          ░30▒ (بَابُ: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً}[البقرة:67]).
          قوله: (قَالَ أَبُو العَالِيَةِ: العَوَانُ: النَّصَفُ بَيْنَ البِكْرِ وَالهَرِمَةِ) هذا التَّفسير رواه عن أبي إسحاق عن الزُّهريِّ عنه، وقاله ابن عبَّاس أيضًا؛ لأنَّ الفارض البكر، والبكر الصَّغيرة، وقال مجاهد: العَوَانُ التي ولدت بطنًا أو بطنين، قيل: وهذا المعروف عند العرب، و(أبو العالية) هذا هو الرِّياحيُّ رُفَيْع بن مهران.
          قوله: ({فَاقِعٌ}[البقرة:69]: صَافٍ) هذا قاله قتادة، وقال الكسائيُّ: فقع اللَّون يفقع إذا خلصت صفرته.
          قوله: / ({صَفْرَاءُ}[البقرة:69]: إِنْ شِئْتَ سَوْدَاءُ، وَيُقَالُ: صَفْرَاءُ كَقَوْلِهِ: {جِمَالَتٌ (1) صُفْرٌ}[المرسلات:33]) وقال مجاهد: لا شِيَةَ لا بياض فيها ولا سواد، وقيل في لاشية فيها لا لون فيها يخالف للونها، وما ذكره في صفراء أنكره بعض أهل النَّظر، قال: لأنَّه لا يجوز سوداء فاقع إنَّما يُقَالُ صفراء فاقع وأسود حالك وأحمر قانئ وأخضر فاقع وأبيض نقي ونحو ذلك، وقال سعيد بن جُبَيْر: صفراء القرن والظِّلف.
          قوله: ({جِمَالَتٌ (2) صُفْرٌ}[المرسلات:33]) جمالة جمع جمل وجمع الجمع جمالات، صفر عند مجاهد سود، وقيل: إنَّما قيل للجمل الأسود أصفر؛ لأنَّه لايوجد جمل أسود إلَّا وهو مشرب بصفرة.
          قوله: ({فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ}[البقرة:71]) قال محمَّد بن كعب لغلاء ثمنها، وقال وهب بن منبِّه لخوف الفضيحة في القاتل، قال أبو عبيدة: اشتروها بملء جلدها دنانير، وقال عكرمة: ما كان ثمنها إلَّا ثلاثة دنانير، قال قتادة: ذُكِرَ لنا أنَّ نبيَّ الله صلعم كان يقول: ((إنَّما أُمِرَ القوم بذبح أدنى بقرة ولكن لمَّا شدَّدوا على أنفسهم شدَّد عليهم)).


[1] في الأصل:((جمالات)).
[2] في الأصل:((جمالات)).