التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب قول الله تعالى: {ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب}

          ░40▒ (بَابُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ العَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}).
          الأوَّابُ الرَّاجِعُ المُنِيبُ، وقال ابن المسيِّب: الذي يذنب ثمَّ يتوب ثمَّ يذنب ثمَّ يتوب، وقال ابن جبير: الأوَّاب المُسبِّح، وقال قتادة: المطيع، وقال عبيد بن عمير: الذي يذكر ذنبه في الخلاء فيستغفر.
          فــــــائدة: ملك سليمان أربعين سنة عشرين قبل الفتنة وعشرين بعدها وهو الأكثر، وقيل أربعًا وعشرين، وعاش ثنتين وخمسين سنة، وقبره عند بحيرة طبريَّة.
          قوله: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ}[سبأ:12] سخر الله الرِّيح لسليمان فكان يركب ظهرها بجنوده ومن معه وتغدو به من الشَّام إلى إصطخر وتروح، فترجع إلى مكانه فتسير به مسيرة شهرين في يوم.عن النَّبيِّ صلعم قال: ((لمَّا شغلت سليمان الخيل عن صلاة العصر حتَّى فاتته غضب لله فعقر الخيل فأبدله الله مكانها خيرًا منها وأسرع الريح التي تجري به كيف شاء)).
          قوله: {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ}[سبأ:13] قال مجاهد: بنيان ما دون القصور، هذا الأثر عن مجاهد.
          وقوله: في ({الصَّافِنَاتُ}[ص:31] صَفَنَ الفَرَسُ: إِذَا رَفَعَ إِحْدَى رِجْلَيْهِ حَتَّى يَكُونَ عَلَى طَرَفِ الحَافِرِ) رواهما عنه عبد ابن حميد عن روح عن شبل عن بن أبي نجيح عنه.
          قوله: ({وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ}[سبأ:13]) / قال قتادة: ثابتات لا يزلن عن مكانهن يرى بأرض اليمن، وقال مجاهد عِظَام، وقال الدَّاوديُّ: هي التي تجعل على بناء ولها خواء من أسفلها يُوقَدُ عليها منه، ليس لها أثاف (1) لعظمها.
          قوله: ({فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ المَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ (2) الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ}[سبأ:14] عَصَاهُ) قيل لها منسأة لأنَّه يُؤخَذُ بها الشَّيء، فهي مفعلة من نسأت إذا زجرت الإبل، وقيل إذا ضربتها بالمنسأة عن ابن (3) عبَّاس أنَّها كانت من شجر الْخَرُّوبِ توكَّأ عليها حولًا وهو ميِّت لا تعلم الجنَّ بموته، فلمَّا سقط علمت الإنس أنَّ الجنَّ لا يعلمون الغيب.
          قوله: ({الجِيَادُ}[ص:31]: السِّرَاعُ) هو جمع جواد، يُقَالُ رجل جيِّد من قوم أجواد وفرس جواد من خيل جواد.
          قوله: ({رُخَاءً}[ص:36]: طَيِّبَةً) قال قتادة هي اللَّيِّنة، وقال ابن عبَّاس: مطيعة، وقال الحسن: ليست بعاصفة ولا ليِّنة، هي بين ذلك.
          قوله: ({فَامْنُنْ (4) أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}[ص:39]) امنن: أعط أو أمسك بغير حرج، هذا قول مجاهد، قال الحسن ليس أحد ينعم عليه إلَّا ويحاسب على النِّعمة إلَّا سليمان، ثمَّ قرأ هذه الآية.


[1] صورتها في الأصل:((إيثاف)).
[2] صورتها في الأصل:((دابة من)) بزيادة من، والصَّواب المثبت.
[3] في الأصل: مكررة.
[4] صورتها في الأصل:((امْنُنْ)) والصَّواب المثبت.