التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب قول الله تعالى: {وإلى ثمود أخاهم صالحًا}

          ░17▒ (بَابُ قَوْلهِ تَعَالَى: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا}[الأعراف:73]).
          سُمُّوا ثمودًا لقلَّة مياه ديارهم، وكانت مساكنهم الحِجر بين الحجاز والشَّام إلى وادي القرى، وثمود قبيلة صالح ◙ وكان صالح منهم.
          قوله: ({كَذَّبَ أَصْحَابُ الحِجْرِ}[الحجر:80]) قال قتادة: الحِجر الوادي يذهب إلى أنَّه اسم له، وأراد بالمرسلين صالح ◙ ، وإنَّما قال المرسلين بلفظ الجمع لأنَّ من كذَّب نبيًّا فقد كذَّب جميع الأنبياء.و(الحِجر) بكسر الحاء المهملة.
          قوله: (وَأَمَّا حَجْرُ اليَمَامَةِ فَهُوَ مَنْزِلٌ) هو مضبوط عند أبي الحسن (حَجْرُ) بالضَّمِّ، وبالفتح عند أبي ذرٍّ، وقيل: وهو الصَّواب، وهو كذلك في ضبط كتاب ابن فارس، قال: حجر نصب باليمامة.
          فائدة: عاش صالح ◙ مائتين وثمانين سنة.قال وهب: أرسله الله إلى قومه حين راهق الحلم، وكان (1) رجلًا أحمر إلى البياض، سبط الشَّعر، يمشي حافيًا، كما كان يمشي المسيح، ولا يتَّخذ مسكنًا ولا بيتًا.
          قوله: (وَأَمَّا {حَرْثٌ حِجْرٌ}[الأنعام:138]) فمعناه حَرَامٌ، وحذف البخاريُّ الفاء عن جواب (أَمَّا) فقال: (وَأَمَّا {حَرْثٌ حِجْرٌ}[الأنعام:138] حَرَامٌ) وهو جائز.{وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا}[الفرقان:22] أي: حرامًا محرَّمًا.
          قوله: (وَمِنْهُ سُمِّيَ حَطِيمُ البَيْتِ حِجْرًا، كَأَنَّهُ مُشْتَقٌّ مِنْ مَحْطُومٍ) أي: مكسور، وكأنَّ الحطيم سُمِّيَ به لأنَّه كان في الأصل داخل الكعبة فانكسر بإخراجه عنها.
          قوله: (وَيُقَالُ لِلْعَقْلِ حِجْرٌ وَحِجًى) قال تعالى: {هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ}[الفجر:5]، وقال صلعم : ((حتى يشهد له ثلاثةٌ من ذوي الحِجَا من قومه)) أي: من ذوي العقل.


[1] في الأصل:((فكان)).