التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب قول الله تعالى: {وإن يونس لمن المرسلين}

          ░35▒ (بَابُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ}[الصافات:139]).
          قوله: ({فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ}[الصافات:142]) قال الحسن: لم يلبث في بطن الحوت إلَّا ساعة من الزَّمان، وقال الشَّعْبِيُّ: التقمه ضحًى ولفظه عشيَّة، وقال مقاتل: لبث في بطنه ثلاثة أيَّام، وقيل: سبعة، وقيل: أربعين يومًا.
          قوله: ({فَنَبَذْنَاهُ بِالعَرَاءِ}[الصافات:145] بِوَجْهِ الأَرْضِ) هذا قاله أبو عبيدة، وقال الفرَّاء هو المكان الخالي.
          قوله: ({وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ}[الصافات:146] مِنْ غَيْرِ ذَاتِ أَصْلٍ: الدُّبَّاءِ وَنَحْوِهِ) صوابه غير ذات ساق، قال القاضي: الدُّبَّاء اليقطين يعني القرع، وقيل: اليقطين كل شجرة مفترشة على الأرض ليست بذات ساق، وكذا قال مجاهد: الدُّبَّاء القرع، قال: والحنظل والبطِّيخ وكلُّ ما لم يكن على ساق، وقال ابن مسعود: هي القرع، وقال ابن طاوس: أنبت الله عليه شجرة من يقطين فكانت تظلُّه من الشَّمس ويأكل منها فلما سقطت بكى عليها، فأوحى الله إليه: أتحزن على (1) شجرة ولا تحزن على مائة ألف أو يزيدون تابوا فلم أهلكهم.قيل: إنَّه لمَّا لم يؤمن قومه أوعدهم بالعذاب وخرج مُغاضبًا لهم، فلمَّا أقبل إليهم العذاب خرجوا ففرقوا بين الأمهات والأولاد / من النِّساء والبهائم، وجعلوا يتضرَّعون إلى الله قبل أن يغشاهم العذاب، فصرفه الله عنهم، وقيل: إنَّه لم يقبل توبة أمَّةٍ حتى عاينوا العذاب غير قوم يونس، قال تعالى: {إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ}[يونس:98].
          قوله: {وَأَرْسَلْنَاهُ إلى مِاْئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ}[الصافات:147] في الواو أربعة أقوال، قال أبو عبيد: بمعنى بل، وقال الفرَّاء: بمعنى الواو، قال الْعُتْبِيُّ (2)؟؟: أو للإباحة أو على بابها، قاله محمَّد بن يزيد، والمعنى أرسلناه إلى جماعة لو رأيتهم لقلت: مائة ألف أو أكثر، رُوِيَ عن ابن عبَّاس قال: أُرسِلَ إلى مائة ألف وثلاثين ألفًا.


[1] في الأصل:((عن)) ولعل المثبت هو الصواب.
[2] تحتمل في الأصل:((القتبي)).