التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب: {واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب}

          ░39▒ (بَابُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الأَيْدِ}).
          القوَّة، ومنه قولهم: أيَّده الله، والأوَّاب المنقطع، قاله قتادة، أو الرَّاجع عن الذُّنوب، قاله مجاهد، وأوَّاب على التَّكثير.
          قوله: ({إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ}[ص:18]) أي: إشراق الشَّمس، وهو ضوؤها وصفاؤها.
          قوله: ({وَالطَّيرَ مَحشُوَرَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابُ}[ص:19]) يجوز أن يكون المعنى: كلُّ الجبال والطَّير تُرجِّعُ مع داود التَّسبيح، ويجوز أن يكون المعنى: كلٌّ له أوَّاب داود والجبال والطَّير، ذكره ابن التِّين.
          قوله: ({وَشَدَدْنا مُلْكَهُ}[ص:20]) قال السُّدِّيُّ: كان يحرسه في كلِّ ليلة أربعة آلاف، وقال ابن عبَّاس: شددنا ملكه بأنَّ الوحي كان يأتيه.
          قوله : ({وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ}[ص:20]) قيل: هي المعرفة بكتاب الله، وقال السُّدِّيُّ: النُّبوَّة.
          قوله: ({وَفَصْلَ الْخِطابِ}[ص:20]) قال مجاهد: أي الفهم في القضاء، وعن الشَّعْبِيِّ: فصل الخطاب أمَّا بعد، وقال قتادة: فصل القضاء.
          قوله: ({وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ}[ص:24]) أي: أيقن، وقرأ:{فَتَنَاهُ} بتخفيف النُّون، يعني الملكين.
          قوله: ({وَخَرَّ رَاكِعًا}[ص:24]) أي: ساجدًا.قال مجاهد: سجد أربعين ليلة، وقال سفيان: يُرْوَى أنَّه أقام أربعين يومًا لا يرفع رأسه إلَّا لصلاة أو حاجة لا بدَّ له منها.
          قوله: ({وَأَنابَ}[ص:24]) أي: ناب.