التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: أمرنا النبي بسبع ونهانا عن سبع، أمرنا بعيادة

          5175- قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ): تَقَدَّمَ مِرارًا [خ¦1584] أنَّه بفتح الهمزة، وبالحاء، والصاد المُهْمَلتين، قال الدِّمْيَاطيُّ: (سلَّام بن سُلَيم الحنفيُّ، مات سنة تسعٍ وسبعين ومئة، وفيها مات مالك بن أنس، وحمَّاد بن زيد، وخالد بن عبد الله الطَّحَّانُ)، انتهى، و(سلَّام): تَقَدَّمَ أنَّه بتشديد اللَّام، و(سُلَيم): بِضَمِّ السِّين وفتح اللَّام، و(الأَشْعَث): هو بالمُثلَّثة، وهو ابن أبي الشَّعثاء، وقد تَقَدَّمَ.
          قوله: (وَتَشْمِيتِ(1) العَاطِسِ): تَقَدَّمَ أنَّه بالمُعْجَمة والمُهْمَلة، وأنَّه الدُّعاء له؛ بقولك: يرحمك الله [خ¦1239].
          قوله: (وَإِفْشَاءِ السَّلَامِ): تَقَدَّمَ أنَّه إظهارُه وإذاعتُه [خ¦3623] [خ¦5635].
          قوله: (وَعَنِ الْمَيَاثِرِ): قال ابن قُرقُول: («المياثر»: جمع «مِيْثرَة» _بكسر الميم، ثُمَّ مثنَّاة ساكنة، ثُمَّ ثاء مُثَلَّثة، ثُمَّ راء مفتوحة، ثُمَّ تاء التَّأنيث، وهي غير مهموزةٍ_ قال الحربيُّ عن ابن الأعرابيِّ: هي كالمرفقة تُتَّخَذ كصُفَّة السَّرج، قال الحربيُّ: إنَّما نُهِي عنها؛ لأنَّها كانت حمراء، وقيل: هي سروج تُتَّخذُ مِن الدِّيباج، وذكر البُخاريُّ أنَّها كمثل القطائف يصفُّونها على الرِّحال، وذكر عن بُريدة أنَّها جلود السِّباع، وهذا عندي وَهَمٌ، إنَّما يجب أن يرجع هذا على تفسير النُّمور، وقال غيره: أغشية السُّروج مِن الحرير، وقال النَّضر: هي مرفقة محشوَّة ريشًا، أو قطنًا، تُجعَل في وسط الرَّحل، والمِيثَرة أيضًا: الحشية، وهي الفراش المحشوُّ، ياؤها منقلبة عن واو، وأصلها: الوثارة؛ وهي اللِّين والوِطاء، وقد قيل في جمعها: مواثر؛ على الأصل)، انتهى، وكذا في «الصِّحاح»: (والجمع: مواثر، ومياثر)، وفي «النِّهاية»: (نُهِي عن مِيْثَرة الأُرجوان، «المِيثَرة» _بالكسر_: «مِفْعَلة»، من الوَثَارة، يقال: وَثَر وَثارةً فهو وَثِير؛ أي: وَطِيْءٌ لَيِّنٌ؛ وأصلها: مِوْثرة، فقُلبت الواوُ ياءً؛ لكسرةِ الميم، وهي مِن مِراكِب العجم تُعمَل مِن حرير أو ديباج، و«الأُرجُوان»: صِبغٌ أحمر، تُتَّخَذُ كالفراش الصَّغير، وتُحشَى بقطن أو صوف، يجعلها الرَّاكب تحته على الرحال فوق الجمال، ويدخل فيه مَياثِر السُّروج؛ لأنَّ النَّهْي يشمل كلَّ مِيْثَرةٍ حمراءَ، سواء كانت على رحلٍ أو سرجٍ)، انتهى.
          قوله: (وَالْقَسِّيَّةِ): هي بفتح القاف، وتشديد السِّين المُهْمَلة، ثُمَّ ياء مُثنَّاة تحت مفتوحة، ثُمَّ تاء التأنيث، قال ابن قُرقُول: (و«الثِّياب القَسِّيَّة»: فسَّرها في كتاب «البُخاريِّ»: «بأنَّها ثياب يُؤتَى بها مِن الشام أو من مصر، مُضلَّعة فيها حريرٌ، أمثال الأترجِّ» [خ¦77/28-8689]، قال صاحب «العين»: «القَسُّ»: موضع تُنسَب إليه الثِّياب القسِّيَّة، قال ابن بكير وابن وهب: هي ثياب مُضلَّعة بالحرير، تُعمَل بالقَسِّ مِن بلاد مصر ممَّا يلي الفَرَما، وكلُّ هذا بفتح القاف، وتشديد السِّين، قال أبو عبيد: أصحاب الحديث يقولونه بكسر القاف، وأهل مصر بالفتح)، انتهى، وفي «النِّهاية»: (هي ثيابٌ مِن كتَّان مخلوطٍ بحريرٍ يُؤتَى بها مِن مصر، نُسِبتْ إلى قريةٍ على ساحل البحر قريبًا من تِنِّيس، يقال لها: القَسُّ؛ بفتح القاف، وبعض أهل الحديث يكسرها، وقيل: أصل القَسِّيِّ: القزِّيُّ؛ بالزَّاي، منسوبٌ إلى القزِّ، وهو ضربٌ من الإبريسم، فأُبدِل مِن الزاي سينًا، وقيل: هو منسوب إلى القزِّ، وهو الصَّقيع؛ لبياضه)، انتهى، فقوله: (قريبًا من تِنِّيس)، وقول ابن قُرقُول فيما تَقَدَّمَ: (ممَّا يلي الفَرَما): كلُّه صحيحٌ؛ لأنَّ تونة وتنِّيس والفرما والقسَّ كلُّها قريباتٌ مِن بعضها البعض، وتونة وتنِّيس أكلهما البحرُ المَلِح، والفَرَما: خرابٌ، قريبة من الطِّينة، والقَسُّ: قريبة مِن الفَرَما، وأهلها يزرعون فيها البطِّيخ الأخضر، ويجيئُون إلى المطايب يبيعونه على السَّفارة.
          قوله: (وَالإِسْتَبْرَقِ): هو غليظ الدِّيباج، فارسيٌّ معرَّب؛ أصله: إستبره، وقد ذكره الجوهريُّ في (التاء مع القاف) على أنَّ الهمزة، والسِّين، والتَّاء زوائد، وأعاد ذكره في (السِّين مع الرَّاء)، وذكره الأزهريُّ في (خماسي القاف) على أنَّ همزتها وحدَها زائدةٌ، وقال: (أصلها بالفارسيَّة: «استفره»)، وقال أيضًا: (إنَّها وأمثالها مِن الألفاظ حروفٌ عربيَّةٌ وقع فيها وفاقٌ بين العجميَّة والعربيَّة)، وقال: (هذا عندي هو الصَّواب)؛ وتصغيره: أُبَيْرق، وقد تَقَدَّمَ، ولكن طال العهدُ به [خ¦948].
          قوله: (وَالدِّيبَاجِ): تَقَدَّمَ الكلام عليه [خ¦948].
          قوله: (تَابَعَهُ أَبُو عَوَانَةَ وَالشَّيْبَانِيُّ عَنْ أَشْعَثَ: فِي إِفْشَاءِ السَّلَامِ): الضمير في (تابعه): يعود على أبي الأحوص سلَّام بن سُلَيم، و(أبو عوانة): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّ اسمه الوضَّاح بن عبد الله، و(الشيبانيُّ)؛ بالشين المُعْجَمة: سليمان بن أبي سليمان فيروز، وقيل: خاقان، تَقَدَّمَ مِرارًا، والله أعلم، ومتابعة أبي عوانة عن أشعث أخرجها البُخاريُّ في (الأشربة) عن موسى بن إسماعيل، عن أبي عوانة، عن أشعث به [خ¦5635]، وأخرجها مسلم في (الأطعمة) عن أبي الربيع الزَّهرانيِّ، عن أبي عوانة، عن أشعث به، وأمَّا متابعة الشيبانيِّ _وقد تَقَدَّمَ أعلاه أنَّه سليمان بن أبي سليمان فيروز، وقيل: خاقان_ أخرجها البُخاريُّ في (الاستئذان) عن قتيبة، عن جرير، عن أبي إسحاق الشيبانيِّ، عن أشعث به [خ¦6235]، وأخرجها مسلم في (الأطعمة) عن عثمان ابن أبي شيبة، عن جرير، عن الشيبانيِّ به، وعن أبي كريب، عن ابن إدريس، عن الشيبانيِّ وليث ابن أبي سليم؛ كلاهما عن أشعث. /


[1] كانت في (أ) بالسين وعليها علامة الإهمال، والمثبت رواية «اليونينيَّة» و(ق).