التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب قول النبي: من استطاع منكم الباءة فليتزوج

          قوله: (مَنِ اسْتَطَاعَ منكم الْبَاءَةَ؛ فَلْيَتَزَوَّجْ): (البَاءَة): فيها أربع لغات؛ الفصيحة المشهورة: (البَاءَة)؛ بالمدِّ، والثَّانية: بلا مدٍّ، والثَّالثة: (البَاء)؛ بالمدِّ بلا هاءٍ، والرَّابعة: (الباهةُ)؛ بهاءَين بلا مدٍّ، وأصلها في اللُّغة: الجماع، واختُلِف في المراد بـ(الباءة) هنا على قولين يرجعان إلى معنًى واحدٍ؛ أصحُّهُما: أنَّ المرادَ: معناها اللُّغويُّ، وهو الجماع؛ فتقديره: مَن استطاع منكم الجماع بقدرته على مُؤَنِه _وهي مُؤَنُ النِّكاح_؛ فليتزوَّج، ومَن لم يستطعِ الجماع؛ لعجزه عن مؤنه؛ فعليه بالصَّوم، والقول الثاني: المراد هنا بـ(البَاءَة): مُؤن النِّكاح، وسُمِّيت باسم ما يلازمها، وتقديره: مَن استطاع منكم مُؤنَ النِّكاح؛ فليتزوَّج، ومن لم يستطع؛ فعليه بالصَّوم، والله أعلم، وهذا القول هو ظاهرُ تبويبِ البُخاريِّ؛ لأنَّه قال فيما يأتي قريبًا: (باب مَن لم يستطعِ البَاءَةَ؛ فليصُم)، والله أعلم.
          قوله: (مَنْ لَا أَرَبَ لَهُ):(الأرب): بفتح الهمزة والرَّاء؛ الحاجة.