التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب الغيرة

          قوله: (بَابُ الْغَيْرَةِ): هي بفتح الغين، وهي الأنفة، وهذا ظاهِرٌ معروف. /
          قوله: (وَقَالَ وَرَّادٌ): هو بفتح الواو، وتشديد الرَّاء، وفي آخره دال مهملة، وهو مولى المغيرة بن شعبة وكاتبه، كنيته أبو سعيد، ويقال: أبو الورد، يروي عن المغيرة، وعنه: الشَّعبيُّ، والقاسم بن مُخَيمِرة، والمُسَيَّب بن رافع، ورجاء بن حَيَوَة، وجماعة، ذكره ابن حِبَّان في «الثِّقات»، أخرج له الجماعة، وتعليقه هذا يأتي في (كتاب المحاربين) [خ¦6846] و(التوحيد) [خ¦7416]: عن موسى بن إسماعيل عن أبي عوانة، قال: وقال عبيد الله بن عمرو، ومسلم في (اللِّعان): عن القواريريِّ وأبي كامل؛ كلاهما عن أبي عوانة، وعن أبي بكر ابن أبي شيبة، عن حسين بن عليٍّ، عن زائدة؛ ثلاثتهم عن عبد الملك بن عمير عن وَرَّاد به.
          قوله: (غَيْرَ مُصْفِحٍ): هو بالصَّاد، والفاء، والحاء المُهْمَلتين، قال ابن قُرقُول: (بكسر الفاء وفتحها؛ يعني: مع ضمِّ الميم، وسكون الصاد المُهْمَلة؛ أي: بحدِّه لا بعرضه؛ تأكيدًا لبيان ضربه؛ ليقتله، فمَن فتحه؛ كان وصفًا للسيف حالًا منه، ومَن كسره؛ جعله حالًا مِن الضَّارب، و«صفحا السَّيف»: وجهاه العريضان، و«غِراراهُ»: حدَّاه)، انتهى، و(الغِرار)؛ بالغين المُعْجَمة المكسورة، وراءين مخفَّفتين: الحدُّ، وغِرار كلِّ شيء: حدُّه، وقال ابن الأثير في (مصفِح): لغتي الكسر والفتح يرويان معًا، انتهى، ورأيته في بعض النسخ مشدَّد الفاء مفتوحها، وقال شيخنا عن ابن التين: (والتشديد هو ما في سائر الأمهات)، انتهى، والله أعلم.
          قوله: (وَاللهُ أَغْيَرُ مِنِّي): (الغيرة): تغيُّر القلب، وهيجان الحَفيظة، هذا في حقِّ البشر، والغيرة في وصف الله تعالى: منعه مِن ذلك وتحريمه، ويدلُّ عليه قوله: «ومِن أجل ذلك حرَّم الفواحش» [خ¦7416]، وقوله: «وغيرته: أن يأتي المؤمن ما حرَّم الله عليه»، وقد تكون غيرة الرَّبِّ تعالى تغيير حال ذلك بعقاب.