التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب: لا يطرق أهله ليلًا إذا أطال الغيبة مخافة أن يخونهم

          قوله: (بَابٌ: لَا يَطْرُقُْ(1) أَهْلَهُ لَيْلًا): (يطرقُْ): مجزوم بـ(لا) الناهية، ويجوز رفعه على أنَّه خبرٌ معناه النَّهْي؛ أي: لا يأتيهم مِن سفرٍ ليلًا بغتةً؛ ليستغفلهم، ويطلب عثراتهم، والاطِّلاع على خلواتهم، كما فُسِّر ذلك في قوله: «يتخوَّنهم بذلك»، و(الطروق) بالليل حقيقةٌ، وبالنهار مجازٌ، وذَكَر الليل في التبويب تبعًا للحديث؛ لأنَّ الحديث الآتي كذلك بعد الحديث الأوَّل، وكأنَّه تأكيدٌ أو لرفع المجاز، وقد قال ابن فارس عن بعضهم: إنَّ الطروق يكون في النهار، فعلى هذا؛ يكون (ليلًا) على البيان، والله أعلم.
          قوله في الترجمة: (مَخَافَةَ أَنْ يُخَوِّنَهُمْ، أَوْ يَلْتَمِسَ عَثَرَاتِهِمْ): كذا في أصلنا، وفي نسخة الدِّمْيَاطيِّ: (يخوِّنهنَّ) و(عثراتهنَّ)، قال شيخنا: (أخرجه ابن أبي شيبة عن وكيع، عن سفيان، عن محارب ابن دثار، عن جابر قال: «نهى رسول الله صلعم أن يطرق الرجل أهله ليلًا، يتخوَّنهم، أو يلتمس عثراتهم») انتهى.


[1] كذا في (أ) و(ق)، وفي «اليونينيَّة» بالجزم فقط.