التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: هذا خير من ملء الأرض مثل هذا

          5091- قوله: (حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه بالحاء المُهْمَلة واسمُ أبيه، هذا: عبد العزيز بن سلمة بن دينار، تقدَّما.
          قوله: (مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلعم): هذا (الرَّجل) لا أعرفه، قال بعض الحُفَّاظ المُتأخِّرين مِن المصريِّين في (الرَّقائق) ما لفظه: (والمارَّان لم يُسمَّيا، لكن في «مسند الرُّويَاني(1)» ما يُشعِرُ بأنَّ الفقير المارَّ هو جُعَيلٌ الضَّمْريُّ)، انتهى.
          قوله: (فَقَالَ: مَا تَقُولُونَ فِي هَذَا؟): وسيجيء: (فقال لرجل جالس عنده) [خ¦6447]، قال ابن شيخنا البلقينيِّ: (المسؤول هو أبو ذرٍّ ☺، كذلك ذكره ابن حِبَّان في «صحيحه» [خ¦681]، وأبو يعلى في «مسنده»)، انتهى.
          قوله: (حَرِيٌّ): هو بفتح الحاء المُهْمَلة، وكسر الرَّاء، وتشديد الياء؛ أي: حقيقٌ وجديرٌ، قال ابن قُرقُول: («وفلان حَرِيٌّ بكذا»؛ أي: حقيقٌ به وخليقٌ، ويقال أيضًا: حَرٍ بكذا، وحَرًى بكذا؛ الواحد والاثنان والجماعة بلفظٍ واحدٍ، وكذلك المُؤنَّث؛ يعني: إذا قلت: حرًى، وأمَّا إذا قلت: حرٍ، أو حَرِيٍّ؛ فإنَّك تثنِّي، وتجمع، وتُؤنِّث، و«ما أحراه بكذا»؛ أي: ما أحقَّه، و«حَرَى أن يكون كذا» على مثال: «عَسَى» وبمعناها، فعلٌ غير مُتصرِّف، وفلانٌ «أحرى للصَّواب»؛ أي: أقربه إليه وأدناه منه)، انتهى، وكذا قال غيره من أهل اللُّغةِ.
          قوله: (إِنْ خَطَبَ؛ أَنْ يُنْكَحَ): (إِنْ): الأولى: بكسر الهمزة التي للشرط، والثانية بفتحها، والنُّون ساكنةٌ فيهما، وهذا ظاهِرٌ، و(يُنكَح): بِضَمِّ أوَّله وفتح ثالثه، مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُه.
          قوله: (وَإِنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفَّعَ): القول فيه كالقول في الذي قبله، و(شفَع): بفتح الفاء في الماضي والمستقبل. /
          قوله: (وَإِنْ قَالَ أَنْ يُسْتَمَعَ): الكلام فيه كالكلام في الذي قبله.
          قوله: (فَمَرَّ رَجُلٌ مِنَ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ): هذا (الرَّجل): تَقَدَّمَ الكلام عليه.
          قوله: (حَرِيٌّ): تَقَدَّمَ الكلام عليه في ظاهرها، وكذا (إِنْ خَطَبَ أَلَّا يُنْكَحَ)، وكذا (وَإِنْ شَفَعَ أَلَّا يُشَفَّعَ).


[1] في (أ): (أبو يعلى) _ولم أقف على الحديث عنده_ والمثبت من مصدره، والحديث أخرجه الروياني في «مسنده» ░1016▒، لكن ليس فيه ما يشعر بأنَّ الفقير هو جعيل، وقد عزاه الحافظ في «فتح الباري» ░11/282▒ أيضًا لمحمَّد ابن الربيع الجيزي في «مسند الصحابة الذين دخلوا مصر»، ولابن عبد الحكم في «فتوح مصر»، وهو فيه (ص312▒ من حديث أبي ذرٍّ: أنَّ رسول الله صلعم قال له: «كيف ترى جعيلًا؟»، قال: قلت: مسكينًا كشكله من الناس، قال: «فكيف ترى فلانًا؟»، قال: قلت: سيدًا من سادات الناس، قال: «فجعيلٌ خيرٌ من ملء الأرض أو ألف أو نحو ذلك من فلان...».