التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: انشق القمر ونحن مع النبي بمنى

          3869- قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدَانُ): تَقَدَّم مِرارًا أنَّ اسمه عبد الله بن عثمان بن جَبَلة بن أبي رَوَّاد، وأنَّ (عبدان) لقب، وتَقَدَّم مترجمًا [خ¦6]، و(أَبُو حَمْزَةَ) بعده: تَقَدَّم أنَّه محمَّدُ بنُ ميمونٍ السُّكَّريُّ، وقدَّمتُ أنَّما قيل له: السُّكَّريُّ؛ لحلاوة كلامه، لا لغير ذلك [خ¦459]، و(الأَعْمَش): تَقَدَّم مِرارًا أنَّه سُلَيمان بن مِهران، و(إِبْرَاهِيم) بعده: تَقَدَّم أنَّه ابنُ يزيدَ النَّخَعيُّ، و(أَبُو مَعْمَر): تَقَدَّم أنَّه بميمَين مفتوحتَين، بينهما عين ساكنة، عبدُ الله ابن سَخْبَرة، و(عَبْد اللهِ): هو ابنُ مسعودِ بن غافلٍ الهذليُّ الصَّحابيُّ المشهورُ.
          قوله: (وَقَالَ أَبُو الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ): هذا تعليقٌ، و(أبو الضُّحى): مسلمُ بنُ صُبَيح، تَقَدَّم، و(عبد الله): هو ابنُ مسعودٍ، وهذا التعليقُ لم أرَهُ في شيءٍ مِنَ الكتب السِّتَّة إلَّا ما هنا، ولم يخرِّجْه شيخُنا.
          قوله: (بِمَكَّةَ): وقد تَقَدَّم قريبًا جدًّا قبله: (بمنًى)، قال شيخُنا: (قال الداوديُّ: يحتمل أن تكون إحدى الروايتين وَهمًا(1)؛ للتَّضادِّ)، انتهى، وفي هذا التوهيم نظرٌ، ومنًى من حواضر مكَّة، ففيه مجازٌ، والله أعلم.
          قوله: (وَتَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ): الضمير في (تابعه) يعود على أبي الضحى، و(محمَّد بن مسلم): الظَّاهر أنَّه محمَّد بن مسلم الطائفيُّ المكِّيُّ، عن عَمرو بن دِينار، وعبدِ الله بن أبي نَجِيح، وجماعةٍ، و[عنه]: عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وعبدُ الرَّزَّاق، والقَعْنَبِيُّ، / وخلقٌ كثيرٌ، قال أحمدُ ابن حنبل: (ما أضْعَف حديثه!)، وقال ابنُ مَعِين: (ثقةٌ، لا بأسَ به، وإذا حدث مِن حفظه؛ يُخطِئُ)، وقال البُخاريُّ: (قال ابنُ مَهْدِيٍّ: كتبه صحاحٌ)، وقال أبو داود: (ليس به بأسٌ)، قيل: مات سنة ░177هـ▒، له في «مسلم» حديثٌ واحدٌ، وقال ابنُ عَدِيٍّ: (لم أرَ له حديثًا منكرًا)، له ترجمةٌ في «الميزان»، وقد علَّق له البُخاريُّ، وأخرج له مسلمٌ والأربعةُ، وقال الذَّهبيُّ وكذا ابنُ القَيِّم: (استشهد به مسلم)، ونقل ابنُ القَيِّمِ في «الهَدْي» عنِ ابنِ حزمٍ: أنَّه ساقطٌ ألبتَّة، قال ابنُ القَيِّم: (ولم أرَ هذه العبارةَ فيه لغيره).
          و(ابن أبي نَجِيح): هو عبدُ الله بن أبي نَجِيح، تَقَدَّم مترجمًا [خ¦72]، و(أبو مَعْمَر): تَقَدَّم قريبًا أنَّه عبدُ الله بن سَخْبَرةَ، و(عبد الله): هو ابنُ مسعودٍ، وهذا ظاهرٌ.
          وتعليقُ محمَّدِ بن مسلمٍ لم أرَه في شيءٍ مِنَ الكتب السِّتَّة إلَّا ما هنا، ولم يخرِّجْه شيخُنا، وأمَّا حديثُ أبي مَعْمَر عن عبد الله؛ فأخرجه البُخاريُّ، ومسلم، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ [خ¦3636].


[1] في (أ) تبعًا لـ«التوضيح»: (وهمٌ)، وكتب فوقها: (كذا) فيهما.