التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي وعيبتي

          3799- قوله: (حَدَّثَنَا شَاذَانُ أَخُو عَبْدَانَ): قال الدِّمياطيُّ: (لقب، واسمه عبد العزيز بن عثمان بن جبلة، وأخوه عبدانُ، وهو لقبٌ، واسمه عبد الله بن عبد العزيز) انتهى، فقوله في عبدان: (اسمه عبد الله بن عبد العزيز)؛ هو غلطٌ فيما يظهر، وإنَّما اسمه عبد الله بن عثمان بن جَبَلة بن أبي رَوَّاد؛ كأخيه، وقد قدَّمتُ اسمه ونسبه مرارًا كثيرةً [خ¦6]، وما أظنُّ الغلط إلَّا مِنَ الناقل عن الدِّمياطيِّ، والله أعلم.
          و(شاذان) هذا: يروي عن أبيه، وعنه: ابنه خلف، ومحمَّد بن يحيى الصَّائغ المروزيُّ، ورجاء(1) ابن مُرَجَّى، وأحمد بن سيَّار، قال ابن حِبَّان في «الثِّقات»: (وُلد سنة خمس وأربعين ومئة، ومات سنة إحدى _وقيل: سنة خمس_ وعشرين ومئتين)، قال أبو نصر الكلاباذيُّ: (مات في المحرَّم سنة تسعٍ وعشرين ومئتين بعد أخيه عبدان بثمان سنين)، انتهى، أخرج له البُخاريُّ والنَّسائيُّ.
          قوله: (عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ): تَقَدَّم أنَّ هذا هو هشام بن زيد بن أنس بن مالك الأنصاريُّ البصريُّ، وتَقَدَّم مترجمًا غيرَ بعيد [خ¦3793].
          قوله: (مَا يُبْكِيكُمْ؟): هو بضمِّ أوله؛ لأنَّه رُباعيٌّ، وهذا ظاهرٌ.
          قوله: (فَقَالَ: مَا يُبْكِيكُمْ؟): قائل هذا هو الداخل عليه ◙، ظاهر الكلام هو العبَّاس، والله أعلم.
          قوله: (وَقَدْ عَصَبَ عَلَى رَأْسِهِ): تَقَدَّم أنَّ (عصب) بالتخفيف والتشديد [خ¦927].
          قوله: (فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ): تَقَدَّم غيرَ مرَّةٍ أنَّ (صَعِد) في الماضي بكسر العين، وفي المستقبل بفتحها [خ¦456]، وهذا ظاهرٌ.
          قوله: (فَإِنَّهُمْ كَرِشِي وَعَيْبَتِي): (الكَرِْشُ) هو بفتح الكاف، وكسر الراء وإسكانها، وبالشين المعجمة، و(العَيْبَة) بفتح العين المهملة، ثمَّ مثنَّاة تحت ساكنة، ثمَّ موحَّدة مفتوحة، ثمَّ تاء مثنَّاة فوق، ثمَّ ياء الإضافة، قال ابن الأثير: (أراد أنَّهم بطانته، وموضع سِرِّه وأمانته، والذين يعتمد عليهم في أموره، فاستعار الكَرِش والعَيْبَة لذلك؛ لأنَّ المجترَّ يجمع علفه في كَرشه، والرجل يضع ثيابه في عَيبته، وقيل: [أراد] بالكرش: الجماعة؛ أي: جماعتي وصحابتي، يقال: عليه كرشٌ من الناس؛ أي: جماعة)، انتهى، ولم يذكر فيه الجوهريُّ غيره، وفي «المطالع»: («كَرِشي وعَيْبَتي» أي: جماعتي، و«عَيْبَتي»: موضع ثقتي وسِرِّي، والكَرِش: الجماعة من الناس)، وقال في العَيْبَة: (عَيْبَةُ الرجلِ: موضع سِرِّه وأمانته؛ كعيبة الثياب التي يضع فيها حُرَّ متاعه، ومنه: «الأنصار كَرِشي وعَيْبَتي»).
          قوله: (عَنْ مُسِيئِهِمْ): تَقَدَّم أنَّه يُعفى عنهم إلَّا في الحدود [خ¦927].


[1] في (أ): (وجابر)، والمثبت من «تهذيب الكمال».