التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: ما كنت تطوفي بالبيت ليالي قدمنا؟

          1762- قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ): تقدَّم أنَّه مُحَمَّد بن الفضل عارمٌ الحافظُ [خ¦58]، وكذا تقدَّم (أَبُو عَوَانَةَ): أنَّه الوضَّاح بنُ عبد الله [خ¦58]، و(مَنْصُور): أنَّه ابن المُعتمِر [خ¦70]، و(إِبْرَاهِيم): أنَّه ابنُ يزيدَ النَّخَعيُّ [خ¦32]، و(الأَسْوَد): أنَّه ابنُ يزيدَ النَّخَعيُّ [خ¦126]؛ كلُّهم مُترجَمِين.
          قوله: (لَا نُـَرَى): تقدَّم مرَّات أنَّه بضمِّ النُّون وفتحها.
          قوله: (فَحَاضَتْ هِيَ): أي: عائشة، وقد تقدَّم أنَّها حاضت بسرف يوم السَّبت، وطهرت عشيَّة(1) عرفة يوم الجمعة [خ¦1556].
          قوله: (فَلَمَّا كَانَ لَيْلَةُ الْحَصْبَةِ): تقدَّم أنَّها ليلة نزول المُحصَّب، وهي اللَّيلة التي تلي أيَّام التَّشريق [خ¦316]، وكذا تقدَّم (التَّنعيم)، وأنَّه المساجد [خ¦316] [خ¦1556]، وكذا تقدَّم (مَكَانَ ُ كَذَا): أنَّه بالرَّفع والنَّصب [خ¦1556]، وكذا تقدَّم الكلام على (صَفِيَّة بِنْت حُيَيٍّ): أمِّ المؤمنين [خ¦328]، وكذا (عَقْرَى حَلْقَى) [خ¦1561]، وكذا (مُصْعِدًا)، وأنَّه المُبتدِئ للسَّير [خ¦1561].
          قوله: (فَلَقِيتُهُ مُصْعِدًا عَلَى أَهْلِ مكَّة وَأَنَا مُنْهَبِطَةٌ، أَوْ أَنَا مُصْعِدَةٌ وَهوَ مُنْهَبِطٌ): قد تكلَّمت على هذا المكان _وهو مُشكِل_ بكلامٍ حسنٍ في تعليقي على «سيرة أبي الفتح اليَعْمَريِّ»، والحاصل: أنَّ هذا وهمٌ، في كلام طويل، فإن أردته، فانظره من تعليقي على «سيرة ابن سيِّد النَّاس» في (حجَّة الوداع)، والله أعلم.
          والصَّحيح ما رواه الشَّيخان عن عائشة قالت: (خرجنا مع رسول الله صلعم...)، وذكرت الحديث (حتى قضى الله الحجَّ، ونفرنا من مِنًى، فنزلنا المُحصَّب، فدعا عبدَ الرَّحمن بن أبي بكر، فقال: «اخرج بأختك من الحرم، ثمَّ افرغا من طوافكما حتَّى تأتياني هنا بالمُحصَّب»، قالت: فقضى الله العمرة، وفرغنا من طوافنا في جوف اللَّيل، فأتيناه بالمُحصَّب، فقال: «فرغتما؟»، قلنا: نعم، فآذن في النَّاس بالرَّحيل، فمرَّ بالبيت، فطاف به، ثمَّ ارتحل مُتوجِّهًا إلى المدينة) [خ¦1788]، فهذا أصحُّ حديثٍ على وجه الأرض، وأدلُّه على فساد ما ذكره ابنُ حزم وغيرُه من تلك التَّقديرات التي لم يقع منها شيء، ودليلٌ على أنَّ حديثَ الأسودِ غيرُ محفوظٍ، وإن كان محفوظًا؛ فلا وجهَ له غير ما ذكرتُه في تعليقي على «سيرة أبي الفتح»، والله أعلم.
          قوله: (تَابَعَهُ جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ): الضَّمير في قوله: (تابعه) يعود على أبي عوانة؛ وقد تقدَّم أعلاه اسمُه واسمُ والده، و(جريرٌ): هو ابنُ عبد الحَمِيد الضَّبِّيُّ القاضي، تقدَّم مُتَرجَمًا [خ¦70]، وتقدَّم (منصور): أنَّه ابن المُعتمِر.


[1] في (ب): (عند).