التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: ما أراني إلا مقتولًا في أول من يقتل من أصحاب النبي

          1351- قوله: (حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ): (بِشر): بكسر المُوَحَّدة، وبالشين المعجمة، و(المُفضَّل): بفتح الضَّاد المعجمة المُشدَّدة، اسمُ مفعولٍ من (فضَّله) المُشدَّد.
          قوله: (عَنْ عَطَاءٍ): هو عطاء بن أبي رَباح، تقدَّم مرارًا، ومرَّةً مُتَرْجَمًا [خ¦98]، وتقدَّم(1) أيضًا غيرَ مَرَّةٍ أنَّ كلَّ ما في الكتب السِّتَّة: (عطاء عن جابر)؛ فهو ابن أبي رَباح إلَّا حديثًا واحدًا؛ وهو: «إذا سمعتم نباح الكلاب...»، أخرجه أبو داود(2) فقط عن عطاء بن يسار مولى ميمونة، والله أعلم.
          قوله: (لمَّا حَضَرَ أُحُدٌ): تقدَّم متى كانت وقعةُ أُحُدٍ في شوَّال سنة ثلاث [خ¦1244]، يوم السَّبت لإحدى عشرةَ ليلةً خلت منه عند ابن عائذ، وعند ابن سعد: (لسبع ليال خلون منه، على رأس اثنين وثلاثين شهرًا مِن مهاجره)، وقيل: للنِّصف منه.
          قوله: (مَا أُرَانِي إِلَّا مَقْتُولًا): (أُراني): بضمِّ الهمزة؛ أي: أظنُّني.
          قوله: (وَإِنَّ عَلَيَّ دَيْنًا): سيأتي كم هو دين عبد الله بن عمرو بن حرام والد جابر في (البيوع) إن شاء الله تعالى حيث ذكره البخاريُّ [خ¦2396].
          قوله: (وَاسْتَوْصِ بِأَخَوَاتِكَ): أخوات جابر كنَّ تسعًا كما سيأتي في هذا «الصَّحيح» [خ¦4052]، ورواية الشَّكِّ أو القليل لا تُنافِي.
          قوله: (وَدُفِنَ مَعَهُ آخَرُ فِي قَبْرٍ): تقدَّم أنَّ الذي دُفِن معه هو عَمرو بن الجموح قريبًا، وأنَّ جابرًا أطلق عليه عمَّه؛ فانظره [خ¦1348].
          قوله: (فَاسْتَخْرَجْتُهُ بَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ): كذا هنا، وفي «المُوطَّأ» بلاغًا: أنَّه أُخرِج هو وعمرو بن الجموح بعد ستَّةٍ وأربعين سنةً فوُجِدَا كيوم دُفِنَا، وأُميطَتْ يدُه أو يدُ صاحبه عن الجرح، فلمَّا تُرِكَتْ؛ عادت لمكانها، فإن صحَّ ما في «المُوطَّأ»؛ فلعلَّه كان ذلك مرَّتين، والله أعلم، ويحتمل أنَّ جابرًا أخرجه بعد ستَّة أشهر، ودفنه إلى جانب عمرٍو في قبرٍ آخرَ، ثمَّ إنَّ السيل خرق القبرَين، فنُقِلَا بعد ستَّةٍ وأربعين سنةً، والله أعلم، وقد تقدَّم مِن عند ابن سعد أنَّ الذي أُميطَت يدُه عن الجرح هو عبد الله بن عمرو بن حرام [خ¦1348].
          قوله: (كَيَوْمَِ وَضَعْتُهُ): (يومَِ): يجوز نصبُّه وجرُّه، وهذا معروفٌ.
          قوله: (هُنَيَّةً، غَيْرَ أُذُنِهِ): كذا في الأصل الذي سمعت فيه على العراقيِّ، وقال ابن قُرقُول: («غير هُنيَّة في أُذُنه»؛ يريد: غيرَ أثرٍ يسيرٍ غيَّرَتْه الأرضُ مِن أُذُنه، كذا رواية ابن السَّكن والنَّسفيِّ، وعند المروزيِّ والجرجانيِّ وأبي ذرِّ: «كيوم وضعته هُنيَّة غيرَ أُذُنِه»، وهو تغيير، وصوابه ما تقدَّم بتقديم: «غير») انتهى، و(هُنَيَّة) في كلامه: بضمِّ الهاء، وفتح النُّون، ثمَّ مُثَنَّاة تحت مُشدَّدة، تصغير(3) (هَنَةٍ)، قال النَّوويُّ في (هنيَّة): (لا يجوز همزها)، وما قاله ظاهرٌ حسنٌ، وقد قال بعضهم: (إنَّها تُهمَز)، وفيه نظرٌ.
          تنبيهٌ: في «طبقاتِ ابن سعد» روى(4) بإسناده إلى جابرٍ قال: (دُفِنَ مع أبي رجلٌ أو رجلان...) إلى أن(5) قال: (فأخرجتُه بعد ستَّة أشهرٍ، فحوَّلته، فما أنكرتُ منه شيئًا إلَّا شَعَراتٍ كنَّ في لحيته(6) ممَّا يلي الأرضَ) انتهى(7).


[1] في (ب): (وقد تقدَّم).
[2] (أبو داوود): سقط من (ب).
[3] في (ب): (وتصغير).
[4] (روى): ليس في (ب).
[5] في (ب): (على أبي)، وهو تحريف.
[6] في (ب): (شعرات بجفته)، وليس بصحيح.
[7] (انتهى): ليس في (ب)، «الطبقات الكبرى» ░3/522▒ ░281▒.