التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: لولا أن يجتمع الناس عليكم لرجَّعت كما رجَّع ابن مغفل

          7540- قوله: (حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ابْنُ أَبِي سُرَيْجٍ): تَقَدَّمَ أنَّه بالسين المُهْمَلَة، وبالجيم في آخره، وأنَّ اسمَه الصَّبَّاح [خ¦332]، وقد قَدَّمْتُ أنَّ (أحمدَ) هذا روى عنه البُخاريُّ في «صحيحه»، وهو أحمد بن عمر بن أبي سُرَيج الصَّبَّاح، وكذلك سُرَيج بن النعمان، روى عنه البُخاريُّ أيضًا، وذكر أبو عليٍّ الجَيَّانيُّ أنَّ مسلمًا روى عن رجلٍ عنه، فالله أعلم، وسريج بن يونس حديثُه في «البُخاريِّ» و«مسلمٍ»، ومَن عدا هؤلاء الثلاثةَ في «البُخاريِّ» و«مسلمٍ»؛ فإنَّما هو بالشين المُعْجَمَة، وبالحاء المُهْمَلَة، والله أعلم [خ¦332]، و(شَبَابَةُ): هو ابنُ سَوَّار؛ بفتح السين، وتشديد الواو، الفزاريُّ مولاهم، أبو عمرو المدائنيُّ، مُرجِئ صدوقٌ، وقال أبو حاتم: (لا يُحتَجُّ به)، تُوُفِّيَ سنة ░206هـ▒، أخرج له الجماعة، وله ترجمةٌ في «الميزان»، وتَقَدَّمَ أنَّه صحَّح عليه [خ¦332]، و(مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ): يأتي قريبًا جدًّا، و(عَبْدُ اللهِ ابْنُ المُغَفَّلِ(1)): تَقَدَّمَ أنَّ (مُغَفَّلًا) بضَمِّ الميم، وفتح الغين المُعْجَمَة، وتشديد الفاء المفتوحة، وأنَّه صحابيٌّ أيضًا، وأنَّ (هُبَيبَ بنَ مُغْفِل) بضَمِّ الميم، وإسكان الغين المُعْجَمَة، وكسر الفاء، وأنَّ هُبَيبًا صحابيٌّ، له في (جرِّ الإزار)، وقيل لأبيه: مُغْفِل؛ لأنَّه أغفل سِمَةَ إِبِلِه، ومَن عداهما؛ فإنَّه مَعْقِل؛ بالقاف، والله أعلم [خ¦563].
          قوله: (يَوْمَ الفَتْحِ): تَقَدَّمَ متى كان الفتح؛ أعني: فتحَ مكَّة، وأنَّه يوم الجمعة، وقيل: يوم الاثنين، وتَقَدَّمَ كم كان في شهر رمضان في السنة الثامنة من الهجرة [خ¦104].
          قوله: (عَلَى نَاقَةٍ لَهُ): تَقَدَّمَ الكلام على (الجدعاء)، و(القصواء)، و(العضباء)، وهل هنَّ ثلاثٌ أو اثنتان _وهو الظاهر_ أو واحدة، والله أعلم [خ¦112].
          قوله: (فَرَجَّعَ فِيهَا): هو بتشديد الجيم، و(الترجيع): ترديد القراءة، وقد تَقَدَّمَ [خ¦4281].
          قوله: (ثُمَّ قَرَأَ مُعَاوِيَةُ): هو معاوية بن قُرَّةَ بن إياس بن هلال، أبو إياس المزنيُّ البصريُّ، عن أبيه، وابن عَبَّاس، وابن مُغَفَّل، وعنه: ابنه إياس، وشعبة، وخلقٌ، وكان عالمًا عاملًا، وُلِدَ يوم الجمل _وقد تَقَدَّمَ أنَّ الجملَ سنة ستٍّ وثلاثين؛ أعني: لعشرٍ خلون من جمادى الآخرة، كذا جزم به الواقديُّ، وابن سعد، وخليفة، وابن زَبْرٍ، وابن عَبْدِ البَرِّ، وابن الجوزيِّ، وآخرون، قال خليفة: يوم الجمعة، وقال ابن سعد، وابن زَبْرٍ، وابن الجوزي، والجمهور: يوم الخميس، وقال الليث بن سعد: (إنَّ وقعة الجمل كانت في جمادى الأولى)، وكذا قال ابن حِبَّانَ: (إنَّ وقعة الجمل لعشرِ ليالٍ خلون من جمادى الأولى)، والأوَّل هو المشهورُ المعروفُ، وابن عَبْدِ البَرِّ تناقض كلامه، وتبعه ابن الصلاح [خ¦3129]_ وتُوُفِّيَ سنة ░113هـ▒، أخرج له الجماعة، وَثَّقَهُ ابنُ مَعِين، وأبو حاتم، وجماعةٌ.
          قوله: (فَقُلْتُ لِمُعَاوِيَةَ): القائل له شعبة؛ هو ابن الحَجَّاج، أبو بسطام، أمير المؤمنين في الحديث، مشهور الترجمة.
          قوله: (آ آ آ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ): هي ثلاث همزاتٍ مفتوحاتٍ ممدوداتٍ، ويسأل الناس عنها كثيرًا، وكيف بقيت(2) هكذا؟ وكنتُ وعدتُ فيما مضى بأن أذكرَه هنا، وجوابه ما قاله ابن الأثير في «نهايته»، قال: (إنَّما حصل منه _والله أعلم_ يوم الفتح؛ لأنَّه كان راكبًا، فجعلَتِ الناقة تحرِّكه وتُنَزِّيْه؛ فحَدَثَ التَّرجيعُ في صوته)، انتهى، وقال شيخُنا في (تفسير سورة الفتح): (وزعم بعضهم أنَّ هذا إنَّما كان منه لأنَّه كان راكبًا، فجعلتِ النَّاقةُ تحرِّكه، فحصل به التَّرجيع، وهو محمولٌ على إشباع المدِّ، وكان ◙ حسنَ الصوت، إذا قرأ مدَّ(3) ووقف على الحروف)، وهنا ذكر شيخنا أيضًا مثلَه، وقد ذكره ابن القَيِّمِ في كتاب «الهَدْي» في (فصلٍ في هديه في قراءة القرآن واستماعه)، وحاصل كلامه فيه: أنَّه التَّرجيع، بنحو ما قاله شيخُنا، والله أعلم.


[1] كذا في (أ) و(ق)، وهي رواية أبي ذرٍّ، ورواية «اليونينيَّة»: (مُغَفَّلٍ).
[2] هذا أقرب شيءٍ لرسمها في (أ)، ولعلَّ الأولى أن تكون (نطقت) أو (لفظت).
[3] في (أ): (ومَدَّ)، والمثبت من مصدره.