التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: لا ينبغي لعبد أن يقول إنه خير من يونس بن متى

          7539- قوله: (وَقَالَ لِي خَلِيفَةُ): تَقَدَّمَ أنَّه خليفة بن خيَّاط، شَبابٌ العُصْفُريُّ الحافظ، وتَقَدَّمَ ما إذا قال البُخاريُّ: (قال لي فلان كذا)؛ أنَّه كـ (حَدَّثَنَا)، غير أنَّ الغالبَ أخذُهُ ذلك عنه في حال المذاكرة، مُطَوَّلًا [خ¦3/7-116]، والله أعلم، و(سَعِيدٌ): هو ابنُ أبي عَرُوبة، وقد قَدَّمْتُ كلام شيخِنا صاحبِ «القاموس» ما قاله فيه، وهو: (ابن أبي العَرُوبة؛ باللَّام، وتركُها لحنٌ أو قليلٌ)، انتهى [خ¦284]، و(أَبُو العَالِيَةِ): هذا هو رُفَيع بن مِهْرَان الرِّياحيُّ _بكسر الراء وبالمُثَنَّاة تحت_ مولاهم، البصريُّ، رأى أبا بكر الصِّدِّيقَ، وروى عن عمر وأُبَيِّ بن كعب، وعنه: عاصم الأحول وداود بن أبي هند، قالت حفصة بنت سيرين: (سمعته يقول: قرأت القرآن على عمرَ ثلاث مَرَّاتٍ)، تُوُفِّيَ سنة ░90هـ▒، أخرج له الجماعة، ثقة، له ترجمةٌ في «الميزان»، وقد صحَّح عليه.
          قوله: (فِيمَا يَرْوِي(1) عَنْ رَبِّهِ تَعَالَى قَالَ: «لَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا(2) خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ ابْنِ مَتَّى»): اعلم أنَّ الأجوبةَ الخمسةَ التي ذكرتُها في: «لا تخيِّروني على موسى» [خ¦2411] لا تجيءُ كلُّها هنا؛ لأنَّ هذا من قول الله ╡، ويجيء منها بعضُها، وظاهر قوله: (لا ينبغي): لا يحلُّ، فيكون معناه: لا يحلُّ لأحدٍ أن يقولَ: أنا خيرٌ من يونسَ ابن مَتَّى، على إرادة أنَّ يونسَ فيه نقصٌ، ويحتمل: لا يحلُّ لأحدٍ أن يقولَ: أنا خيرٌ من يونس في نفس النبوَّة؛ إذ هي واحدةٌ، وإنما التفاضل بالخصائص وفضائلَ أخرى، والله أعلم، ويحتمل غيرَ ذلك.
          قوله: (أَنَا خَيْرٌ): (أنا): يعود على القائل مَن كان مِن العباد، ليس على رسول الله صلعم خاصَّةً، وقد تَقَدَّمَ [خ¦3395].
          قوله: (وَنَسَبَهُ إِلَى أَبِيهِ): اعلم أنَّ (مَتَّى): هي بفتح الميم، وتشديد المُثَنَّاة فوق، و(متَّى): أمُّه ◙، وتَقَدَّمَ ما معنى قوله: (وَنَسَبَهُ إلى أبيه) في (الأنبياء) في (باب قول الله تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ}[الصافات:139]) [خ¦3411].


[1] كذا في (أ) و(ق)، وهي رواية الدمياطيِّ، وفي «اليونينيَّة» وهامش (ق) مصحَّحًا عليها: (يَرْوِيهِ).
[2] كذا في (أ) و(ق)، وهي رواية أبي ذرٍّ عن الحمُّوي والمستملي، ورواية «اليونينيَّة» وهامش (ق) مصحَّحًا عليها: (إنَّه).