شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب خدمة الرجل في أهله

          ░8▒ بَاب خِدْمَةِ الرَّجُلِ في أَهْلِهِ
          فيه: الأسْوَدُ: (أَنَّهُ سَأَل عَائِشَةَ ♦، مَا كَانَ النَّبيُّ صلعم يَصْنَعُ في الْبَيْتِ؟ قَالَتْ: كَانَ يَكُونُ في مِهْنَةِ أَهْلِهِ، فَإِذَا سَمِعَ الأذَانَ خَرَجَ). [خ¦5363]
          قال المُهَلَّب: هذا من فعله صلعم على سبيل التواضع وليسنَّ لأمَّته ذلك، فمن السنَّة أن يمتهن الإنسان نفسه في بيته فيما يحتاج إليه من أمر دنياه وما يعينه على دينه، وليس الترفُّه في هذا بمحمودٍ ولا من سبيل الصالحين، وإنَّما ذلك من سير الأعاجم.
          وفيه: أنَّ شهود صلاة الجماعة من آكد السنن، فلم يتخلَّف عن ذلك صلعم إلَّا في مرضه، وكان شديد المحافظة عليها.