عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب فضل المنيحة
  
              

          ░35▒ (ص) باب فَضْلِ الْمَنِيحَةِ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيان فضلِ المنيحة، وليس في رواية أبي ذرٍّ لفظ (باب).
          و(الْمَنِيحَةِ) بفتح الميم وكسر النون وسكون الياء آخر الحروف وفتح الحاء المُهْمَلة، على / وزن (عَظيمة) وهي الناقة، والشاة ذات الدَّرِّ يعار لبنُها ثُمَّ تُرَدُّ إلى أهلها، وقال ابن الأثير: ومنيحة اللبن أن يعطيَه ناقةً أو شاة ينتفع بلبنها ويعيدها، وكذلك إذا أعطاه لينتفع بوبرها وصوفها زمانًا ثُمَّ يردَّها، قال القزَّاز: قيل: لا تكون المنيحة إلَّا ناقةً أو شاةً، وقال أبو عُبيد: المِنْحة عند العرب على وجهين؛ أحدهما: أن يعطيَ الرجل صاحبه صلةً فيكون له، والآخر: أن يعطيَه ناقةً أو شاة ينتفع بحلبها وَوَبَرها زمنًا ثُمَّ يردُّها.
          قُلْت: المنيحة في الأصل العطيَّة، مِن منح؛ إذا أعطى، وكذلك (المِنْحَة) بالكسر.