عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

فائدة
  
              

          فائدة: التطويل في الصلاة مُرَغَّب فيه؛ لقوله صلعم في الحديث الصحيح: «أفضلُ الصلاة طولُ القنوت»، ولقوله صلعم أيضًا في «الصحيح»: «إن طُول صلاة الرجل مَئِنَّة مِن فقهِهِ» أي: علامة، ولقوله صلعم ، في الحديث الصحيح أيضًا: «إذا صلَّى أحدكم لنفسه فليطوِّل ما شاء» إلَّا أنَّهُ قد استُثنِي مِن ذلك مواضعُ استحبَّ الشارع فيها التخفيف؛ منها: ركعتا الفجر؛ لِمَا ذكرنا، ومنها: تحيَّة المسجد إذا دخل يوم الجمعة والإمام يخطُب؛ ليتفرَّغ لسماع الخُطبة، وهذه مختلفٌ فيها، ومنها: استفتاح صلاة الليل بركعتين خفيفتين؛ وذلك للتعجيل بحلِّ عُقَد الشيطان، فإنَّ العقدة الثالثة تنحلُّ بصلاة ركعتين؛ فلذلك أمر به، وأَمَّا فعله صلعم لذلك؛ فللتشريع ليُقتَدى به، وإلَّا فهو معصومٌ محفوظٌ مِنَ الشيطان، وأَمَّا تخفيفُ الإمام فقد علَّله صلعم بقوله: «فإنَّ وراءه السقيمَ والضعيفَ وذا الحاجة»، والله تعالى أعلم.