عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب طول القيام في صلاة الليل
  
              

          ░9▒ (ص) باب طُولِ الصَّلَاةِ فِي قِيَامِ اللَّيْلِ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيان طولِ الصَّلاة في قيام الليل، هذه الترجمة على هذا الوجه للحمُّوي والمُسْتَمْلِي، وفي رواية الأكثرين: <باب طول القيام في صلاة الليل> قال بعضهم: وحديث الباب موافقٌ لرواية الحَمُّوي؛ لأنَّه دالٌّ على طول الصلاة لا على طول القيام بخصوصه، إلَّا أنَّ طول الصلاة يستلزم طول القيام؛ لأنَّ غير القيام كالركوع مثلًا لا يكون أطول مِنَ القيام.
          قُلْت: لا نسلِّم أنَّ طول الصلاة يستلزم طول القيام، فمِن أين الملازمة؟ فربَّما يطوِّل المصلِّي ركوعه وسجوده أطول مِن قيامه، وهو غير ممنوعٍ لا شرعًا ولا عقلًا، وقوله: (كَالرُّكُوعِ مثلًا، لا يكون أطول مِنَ القيام) غير مسلَّمٍ؛ لأنَّ عدم كون الركوع أطول مِنَ القيام ممنوعٌ، كما ذكرنا.