عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب تعاهد ركعتي الفجر ومن سماهما تطوعا
  
              

          ░27▒ (ص) باب تَعَاهُدِ رَكْعَتَي الْفَجْرِ، وَمَنْ سَمَّاهَا تَطَوُّعًا.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيان تعاهدِ رَكْعَتَي الفجر؛ وهما سُنَّة الفجر، و(التعاهد) التعهد؛ لأنَّ التفاعل لا يكون إلَّا بينَ القوم، والتعهُّد بالشيء التحفُّظ به وتجديد العهد به.
          قوله: (وَمَنْ سَمَّاهَا) بإفراد الضمير رواية الحمُّوي والمُسْتَمْلِي؛ أي: وَمَن سمَّى سُنَّة الفجر، وفي رواية غيرهما: <وَمَن سَمَّاهُمَا> بضمير التثنية يرجع إلى رَكْعَتَي الفجر.
          قوله: (تَطَوُّعًا) منصوبٌ؛ لأنَّه مفعول ثان لـ(سمَّاها).
          فَإِنْ قُلْتَ: أطلق على سُنَّة الفجر تطوُّعًا، وفي حديث الباب المذكور النوافل؟
          قُلْت: المراد مِنَ النوافل التطوُّعات، وقال بعضهم: أورده في الباب بلفظ: (النوافل)، وفي الترجمة، ذكر (تطوعًا) إشارةً إلى ما ورد في / بعض طرقه؛ يعني: بلفظ التطوُّع.
          قُلْت: قد ذكرنا الآن وجه ذلك، فلا حاجة إلى ما ذكره مِنَ الخارج.