عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

ذكر معناه
  
              

          ذِكْرُ معناهُ:
          قوله: (الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ) أي: قبل صلاة الصبح، وهما سُنَّة صلاة الصبح.
          قوله: (إِنِّي) بكسر الهمزة.
          قوله: (لأَقُولُ) اللام فيه للتأكيد.
          قوله: (بِأُمِّ القُرْآنِ) هذا في رواية الحمُّوي، وفي رواية غيره: <بأمِّ الكتاب> وفي رواية مالك: (هل قرأ بأمِّ القرآن أم لا؟)، و(أمُّ القرآن) الفاتحة، سمِّيت به لأنَّ أمَّ الشيء أصله، وهي مشتملة على كليَّات معاني القرآن الثلاث: ما يتعلق بالمبدأ وهو الثناء على الله تعالى، وبالمعاش وهو العبادة، وبالمعاد وهو الجزاء، وقال القرطبيُّ: ليس معنى قول عائشة: «إنِّي لأقول: هل قرأ بأمِّ القرآن؟» أنَّها شكَّت في قراءته صلعم الفاتحة، وإِنَّما معناه أنَّهُ كان يطيلُ في النوافل، فلمَّا خفَّف في قراءة رَكْعَتَي الفجر صار كأنَّه لم يقرأ بالنسبة إلى غيرها مِنَ الصلوات.
          قُلْت: كلمة (هل) حرف موضوعٌ لطلب التصديق الإيجابيِّ دون التصوَّر ودون التصديق السلبيِّ، فدلَّ هذا أنَّها ما شكَّت في قراءته مطلقًا، وتقييدها بـ(الفاتحة) مِن أين؟ وقد مرَّ الكلام فيه مستوفًى عن قريبٍ.