عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب غسل المذي والوضوء منه
  
              

          ░13▒ (ص) بابُ غَسْلِ المَذْيِ والوُضُوءِ مِنْهُ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيان حكم غَسْلِ المذي وحكمِ الوضوءِ منه.
          (المَذْيُ) بفتح الميم وسكون الذال المُعْجَمة، وبكسر الذال وتشديد الياء، حكي ذلك عن ابن الأعرابيِّ: وهو ما يخرج مِن الذكر عند الملاعبة والتقبيل، يقال: مَذى الرجل _بالفتح_ وأمذى بالألف مثلُه، ويقال: كلُّ ذكر يمذي، وكلُّ أنثى تقذي، مِن «قذتِ الشاة»؛ إذا ألقت من رَحِمِها بياضًا، وقال ابن الأثير: «المذي»: البلل اللَّزج الذي يخرج مِن الذكر عند ملاعبة النساء، ورجل مذَّاءٌ «فعَّال» بالتَّشديد؛ للمبالغة في كثرة المذي، وفي «المطالع»: هو ماءٌ رقيقٌ يخرج عند التَّذكُّر والملاعبة، يقال: مذى وأمذى ومَذَّى، وقد لا يحسُّ بخروجه.
          والمناسبة بين البابين مِن حيث إنَّ في الباب الأَوَّل بيانَ حكم المني، وفي هذا بيان حكم المذي؛ وهو من توابع المني ومثلِهِ في النَّجاسة، غير أنَّ في المني الغسلَ، وفي المذي الوضوء.