الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب كينونة الجنب في البيت إذا توضأ قبل أن يغتسل

          ░25▒ (بَابُ كَيْنُونَةِ) أي: جواز استقرار (الجُنُبِ فِي البَيْتِ، إِذَا تَوَضَّأَ قَبْلَ أَنْ يَغْتَسِلَ): وسقط: <إذا توضأ قبل أن يغتسل> للحموي، والمستملي، وسقط لغير كريمة، وأبي الوقت: <قبل أن يغتسل>
          الكينونة: مصدر كان كوناً، وكينونة، ولم يجيء من الواو على هذا إلا أحرف يسيرة هتووكيعوعة، وديمومة، وقيدودة، وأصل (كينونة): بالتشديد ثم خفف كهين وميت، شبهوه بذوات الياء كالحيدودة، والطيرودة، ولولا ذلك لقالوا: كونونة _بلا قلب_.
          قيل: أشار المصنف بهذه الترجمة وحديثها إلى تضعيف ما رواه أبو داود وغيره بسند فيه نجي الحضرمي، وهو مجهول؛ لكن وثقه العجلي، وصحح حديثه ابن حبان والحاكم من قوله صلعم: (إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب، ولا صورة، ولا جنب) ورد: بأنه لا منافاة بينهما، إذ يحتمل _كما قال الخطابي_ أن المراد بالجنب: من يتهاون بالاغتسال، ويتخذ تركه عادة لا من يؤخره ليفعله قال: ويقويه أن المراد بالكلب: غير المأذون في اتخاذه، وبالصورة: ما فيه روح، وما لا يمتهن، ويحتمل كما قاله في ((الفتح)) أن المراد بالجنب في حديث علي: من لم يرتفع حدثه كله ولا بعضه؛ لأنه إذا توضأ ارتفع بعض حدثه على الصحيح، كما سيأتي.